في مثل هذا اليوم من سنة 1985، طالت يد الغدر الصهيونية تراب تونس، فأمطرت منطقة حمّام الشط (الضاحية الجنوبية للعاصمة) بوابل من الصواريخ والقنابل عبر المقاتلات الامريكية: «طائرات الفانتوم»... كانت القيادة الفلسطينية لمنظّمة التحرير الفلسطينية قد حطّت لتوّها الرحال في تونس... البعيدة جغرافيا عن فلسطين... سنة 1982، وعلى اثر الحرب الصهيونية على بيروت وعلى منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة بنفس الخندق مع القوى الوطنية اللبنانية، أخرجت المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها المسلّحة من لبنان... من كل لبنان باتفاق ضمنيّ بين القوى المهيمنة على المنطقة (الولاياتالمتحدةالامريكية أساسا) والنظام العربي الرسمي... بعد ثلاث سنوات من تواجد القيادة الفلسطينيةبتونس، تهاجم «اسرائيل» منطقة حمام الشط، أين كانت ستجتمع القيادة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عرفات... لكن الاجتماع لم يتم، والهجوم العسكري حصل في وضح النهار... 68 شهيدا بين تونسيينوفلسطينيين، اختلطت دماؤهم مرّة أخرى، عنوان انخراط هذا وذاك في الثورة على الاحتلال... في مثل هذا اليوم، اعتدت «اسرائيل» على بلادنا، تماما كما فعلت الامر ذاته في العراق وفي سوريا وفي لبنان دون حساب... وفي مصر... لم يعد يرضي اسرائيل... بعد كل التنازلات العربية التي تمكّنت منها طوال العقود الفارطة، أي وضع... بحيث باتت تقتفي أثر القيادات الفلسطينية وتلاحقهم فردا فردا... في مثل هذا اليوم، غدرت «اسرائيل» كعادتها... وأجرمت... وظلّت جريمتها بلا عقاب... وحتى لا ننسى شهداءنا... فإن أي مفاوض عربي اليوم، يجب ان يفكّر ألف مرّة قبل أن يدخل في مفاوضات مع طرف... محتل...