الاستعدادات للدورة 32 للمهرجان الدولي للواحات بتوزر كانت محور الجلسة التي انعقدت بقاعة الجلسات بمقر ولاية توزر تحت اشراف السيد صلاح رمضان والي الجهة والدورة الجديدة تلتئم من 26 إلى 29 ديسمبر 2010 وتسعى إلى تحقيق الاضافة على مستوى التنظيم والمضمون وذلك انطلاقا من رؤية شاملة تربط كافة الفعاليات لتكون توزر مدينة الفرح الدائم خلال أيام المهرجان وتمت برمجة العديد من الفقرات لتأثيث أيام وليالي الدورة. ويحافظ المهرجان ككل دورة على خصوصياته الثقافية والسياحية المنبثقة من عمق الحضارة والتاريخ فبلاد الجريد عريقة بالاعتماد على الأبعاد الثقافية والاجتماعية والتراثية لمدن الواحات. ويفتتح المهرجان بعرض فرجوي موسيقي تراثي ضخم يغوص في أعماق الثقافات والحضارات التي تمازجت بالجريد فأنتجت تراثا أصيلا بقي رمزا لثقافة الواحات وسيكون محوره أبو القاسم الشابي أغاني الحياة وأغاني الشباب ليحكي حياة وتاريخ هذا الشاعر العبرقي الذي توفي في عز الشباب خاصة ان هذه السنة هي السنة العلمية للشباب. الاختتام أيضا سيكون على غرار الافتتاح ليحكي عن شاعر تونس في مشاهد ابداعية احتفائية واحتفالية يسهم في تجسيدها ألف مشارك في لوحة تجسد مشاهد مترابطة انطلاقا من مشهد الحرية فالحب فالطموح فالوطنية. وتنظم بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية والمندوبية الجهوية بتوزر الدورة الثانية لأيام الصناعات التقليدية بمشاركة 60 حرفيا من كافة جهات البلاد فضلا عن تخصيص فقرات بالمدينة العتيقة لتثمينها وتنشيطها ومزيد التعريف بخصوصياتها من خلال لوحات فنية تبرز العودة من الواحة والألعاب الشعبية والافراح والمهن التقليدية وبيع منتوجات الواحة. وتم اقتراح المنطقة السياحية للمعرض. التنشيط الجماهيري والعروض الفرجوية والمسابقات والجوائز والسهرات الفنية والعروض الفلكلورية ستكون على مدى كامل اليوم طيلة أيام المهرجان إضافة إلى اعداد الأكلات الشعبية كالسفة والبركوكش. وتتمثل أبرز فقرات المهرجان في تنظيم ندوات علمية موضوعها الفلاحة البيولوجية بواحات الجريد وتعقد تحت عنوان واحات الجريد فضاء بيولوجي وتهدف إلى تطوير الفلاحة البيولوجية بالواحات من خلال نشر الثقافة البيولوجية حيث سيتم التركيز على توعية المشتغلين الفلاحيين وكافة المتدخلين في الفلاحة الواحية بما يمكن أن يجلبه هذا النمط الزراعي من اضافة نوعية وقيمة مضافة للمنتوج الفلاحي بالواحات وتحتوي الندوة على مداخلات حول أهمية قطاع الفلاحة البيولوجية بتونس والاستراتيجية الجهوية للفلاحة البيولوجية بواحات الجريد والحوافز والتشجيعات في هذا المجال وتطويره من خلال البحث العلمي إضافة إلى مائدة مستديرة حول آفاق الفلاحة البيولوجية بالواحات ومعرض للمنتوجات والوثائق ومستلزمات الفلاحة البيولوجية. ويعد المهرجان الدولي للواحات رافدا من روافد تنمية السياحة الصحراوية وهو من بين أعرق المهرجانات في الجنوب إذ يعود تأسيسه إلى سنة 1938 ببعث مهرجان احتفالي يصور حياة هذه الربوع ويجسد عاداتها إلى أن أصبح منذ سنة 1990 مهرجانا دوليا ذا أبعاد ثقافية وسياحية واقتصادية باعتبار ان تنظيمه يتزامن مع موسم جني التمور وذروة السياحة الصحراوية.