فتاة تدخل السجن من فرط عشقها للفنانة لطيفة العرفاوي... معجبة تتحيل على راغب علامة في قصرها... مجنون حنان ترك يدّعي أنه على علاقة بها وقد أنجبت منه طفلا... رجل يقتل زوجته بسبب روبي وفاة طالبة من أجل هيفاء وهبي... حالات من الاغماء والهستيريا وتقطيع الملابس والارتماء على الفنانين... شهدتها المسارح التونسية والعربية. هذه الظاهرة أصبحت تتضاعف من يوم الى آخر حتى تحوّلت الى موضة العصر وسمّيت بمجانين المشاهير. وانطلاقا من قضية مجنونة الفنانة لطيفة العرفاوي حاولنا الكشف عن أبرز المجانين في هذا المجال. وعن موقف علم النفس والقانون من هؤلاء. وإن كانت الاقلية من مجانين المشاهير في تونس فإن الاغلبية منهم في العالم العربي وخاصة في مصر لكثرة النجوم بهذا البلد. مظاهر الجنون إن من مظاهر هذا الجنون تعليق صور المشاهير على جدران غرفهم وملاحقتهم في جميع المحافل وحضور سهراتهم والبحث عن عناوينهم وأرقامهم الشخصية للاتصال بهم واعتماد صورهم على المواقع الالكترونية والتصرّف فيها بطريقة ترضي رغباتهم الشخصية... وارتداء ملابس تشبه ما يرتديه ذاك الفنان... وهناك من يلتجئ حتى الى عمليات التجميل حتى يتحوّل الى شبيه فنانه... كل هذه المظاهر تتحوّل الى حب جنوني وإدمان يصل الى حد الهوس وقد يصبح هذا السلوك اكثر خطورة عندما يتحوّل الامر الى عدوانية ولعلّ هذا الجنون المتمثل في حب المشاهير ليس بالجديد على مجتمعنا التونسي والعربي ولعل ابرز قصّة حب جنونية ذهبت ضحيّتها الفنانة حبيبة مسيكة عندما أضرم فيها أحد المعجبين النار أحد فاحترق منزلها وماتت ضحية لحب مجنون، هذه الحادثة تعود الى سنوات الاربعينيات. وفي سنوات الألفين ظهرت مجنونة لطيفة العرفاوي التي وصل بها الهوس الى حد تهديد هذه الفنانة وفبركة صورها على مواقع إلكترونية وتشويه سمعتها وقد صرّحت أمام القاضي أنها تعشقها وما تقترفه هو تفسير لحبّها... وفي تونس وفي مهرجاناتنا الصيفية نلاحظ مدى هوس الفتيات والفتيان بالنجوم ولعل ما حصل في حفل وليد توفيق سنوات التسعينات خير شاهد على ذلك عندما رشقن بعض المراهقات هذا الفنان بملابسهن الداخلية. كذلك نفس المشهد حصل في حفل الفنان ثامر حسني زيادة على حالات إغماء وبكاء حد الهستيريا حتى أن بعض الفتيات ارتمين عليه غير عابئين برجال الامن الذين حاولوا تهدئتهن. وهو ما تكرر أيضا في حفل الفنان العراقي كاظم الساهر عندما رموه ب«الدّببة» وهن يبكين ليعبّرن عن حبهن الشديد له. ضحايا بالجملة وهذا الهوس بالمشاهير هو الأبرز والاهم في العالم العربي حتى أن الضحايا كثيرة... وقد ادعى أحدهم ويُدعى محمد أبو السعود أنه على علاقة بالممثلة حنان ترك وقد أنجبت منه طفلا اسمه يوسف وقد كانا يلتقيان من حين الى آخر الى أن قررت حنان منعه من زيارة ابنه فقدم شكوى في الغرض غير أنه اتضح أن هذا الشخص مهووس بالفنانة حنان ترك ويعاني من مرض نفساني. ولكل طريقته في التعبير عن حبه لفنانه حيث اختارت احدى الفتيات أن تعبّر عن حبها لثامر حسني باقتحام منزله وسرقة بعض الاغراض الخاصة به للذكرى، ونفس الاسلوب عمل به ضابط شرطة ومحب للممثلة يسرى حيث اقتحم غرفتها وقال إنها كانت قد واعدته في منزلها. ... وللجنون أشكال... وللجنون أشكال حيث عمد محب للممثلة وفاء عامر الى مطاردتها ومحاولة قتلها عندما صدّته ونفس الشيء حصل مع الفنان محمد عبد الوهاب عندما حاول أحدهم تقبيله وحين منعه هوى عليه بسكين... إن كل هذه الاحداث تقدم صورة لما ترتّبت عليه حالة «الهوس»، ونقصد بالهوس فرط الاعجاب بالشيء وعشقه حد الجنون... إن هذا الاعجاب بالمشاهير والفنانين ينقلب أحيانا الى ارتكاب الجرائم ليجدوا أنفسهم خلف القضبان.