في اطار اختتام الدورة 19 لمهرجان عروس البحر بقرقنة وبمسقط رأس المناضل فرحات حشاد، قدم مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة في نهاية الأسبوع الفارط مسرحية «أحبك يا شعب» بطولة عبد القادر مقداد ولطيفة القفصي وغيرهما... المسرحية وكما يدل عنوانها، تروي المسيرة النضالية للنقابي الشهيد فرحات حشاد وقد تم عرضها في اطار التعاون بين مهرجاني عروس البحر بالجزيرة ومهرجان صفاقس الدولي وقد حظي العمل بحضور جماهيري هام يستند إلى أهمية الشخصية المحورية للنص والى اشعاع عبد القادر مقداد وتوخي ادارتي المهرجان استقبال الجماهير بشكل مجاني. «أحبك يا شعب» تنطلق من محطة القطار باحدى مناطق الجنوب التونسي، وهي المحطة التي يلتقي فيها أبناء الجهة الفقراء والعاطلون عن العمل وبعض المسافرين ليكون موضوع الحديث بينهم وضعياتهم الاجتماعية والمادية المزرية... وبعد أن وضع المخرج المتفرج في الاطار العام للمسرحية تواترت الأحداث ليظهر فرحات حشاد على الساحة بتصوراته النضالية وطرحه للكفاح انطلاقا من طبقة الشغالين والمعدمين نساء ورجالا معتمدا بعض الاسقاطات عن وضعيات حالية تصور علاقة الأجير بالمؤجر... أسلوب المسرحية جمع بين الهزل والجد، فراوح بين توجهات عبد القادر مقداد في «البرني والعترة» أو «فئران الداموس» وبين «صلاح الدين الأيوبي» أو «عرس هارون» واعتمادا على هذا الأسلوب المخضرم جاء النص ليتعمق في بعض الأحيان ودون موجب في سرد بعض الحيثيات التاريخية وفق رؤية المخرج وهي الرؤية التي تستوجب حسب رأينا اعادة النظر في بعض المسائل التاريخية وتحليلها وطريقة عرضها وتقديمها. ورغم اعتماد المخرج على بعض المؤثرات الصوتية وبعض الصور الشمسية الشفافة، إلا أنّ الديكور جاء في مجمله منقوصا وكان بالامكان أن يكون أكثر تصورا ووظيفية لمعاضدة مجهود الممثلين الذين بدا بعضهم تنقصه الحرفية مقابل بعض الوجوه التي أكدت جدارتها في تقمص الأدوار وشد الجمهور اليها وخاصة المخرج والممثل عبد القادر مقداد والممثلة لطيفة القفصي التي أبدعت كعادتها. ضعف أداء بعض الممثلين لم يحجب أهمية العمل الذي قد يفجر «قنبلة» موقوتة لدى بعض الجهات والأهالي خاصة أن المخرج صور البعض على أنهم جبناء ومتعاملون مع المستعمر لكنه سرعان ما تدارك الأمر في نهاية المسرحية ليحول الجبان الى بطل. في كلمة «أحبك يا شعب» أحبها الجمهور الحاضر وواكبها بتمعن واعجاب شديدين لما تضمنته من اعتراف برموز الحركة النضالية بالبلاد ولما اختزلته من اسقاطات من خلال ملحمة المناضل النقابي فرحات حشاد وهي المسرحية التي تعرض اليوم الثلاثاء 17 أوت بمهرجان الحمامات الدولي.