بعد «الهلمّ» التي رافقت رياضيينا وهم يستعدون للالعاب الاولمبية ها هي الاخبار تأتينا بما لا نشتهي وتؤكد أن أكبر الذين أسسنا عليهم أحلامنا سقطوا... وأن أكبر الذين ظنناهم «وصلوا» مازالوا ينتظرون القطار... وأن أكبر الذين اعتبرناهم «كبروا» مازالوا صغارا... فلا أنيس الونيفي (بطل العالم والمتوسط) استطاع أن يعبر اليوم الاول... ولا أسامة الملولي استطاع أن يهزم رقمه القديم... ولا منتخب كرة القدم الذي «حرم» نيجيريا ومصر من العبور أنجز ما وعد به... ولا منتخب الطائرة الذي حدثنا أهله عن «العالمية» استطاع أن يقنعنا نحن أبناء الوطن بأن مستواه تجاوز «المحلية» ودورات الاحياء الشعبية... ولا جماعة الملاكمة افتكوا ولو ميدالية مهما كان معدنها وهم الذين ظنناهم قادرين على رفع راية الوطن ولو ب «البونية»... ولا تنس الطاولة... ولا المبارزة... ولا التجديف... ولا... ولا هم... يحزنون... لنسأل قبل اختتام الاولمبياد الذي نحن على يقين بأننا سنخرج منه مثلما دخلناه بأياد فارغة وأخرى تمسك الهواء... ما الفرق بين كل «الأبطال» الذين ذهبوا الى أثينا وأي مواطن عادي في هذه البلاد سواء كان طبيبا أو صحفيا أو «يبيع اللفت»... وما قيمة الملايين إذا لم نقل المليارات التي تصرفها الدولة لتحضيرهم مادامت النتيجة هي... هي... ثم وهذا الاهم لماذا نجازي هؤلاء عند الفوز ونسكت عنهم عند الهزائم وما أكثرها...؟ فقط أريد أن أشير الى أن البطل التاريخي محمد القمودي الذي يتركونه في تونس مع إطلالة كل أولمبياد وكأننا نملك منه اثنين بدعوى الضغط على المصاريف في حين يسافر أكثر من عنصر لا علاقة له بالرياضة... قلت أريد أن أشير الى أن القمودي الذي أهدى تونس أربع ميداليات أولمبية والذي كان ضمن الجيش الوطني كانوا يعدونه بزيارة والدته الرائعة في قفصة كلما حقق نتيجة إيجابية... كما كانوا يعدونه بزيارة العاصمة (نعم العاصمة) لمجرد حثه على البروز والتألق... وكان يجري ب «سبادري غزالة» رحمه الله (السبادري)... أما جيل اليوم فله... الله.