تجدد تونس الموعد مع دورة الالعاب الاولمبية التي تقام بالعاصمة اليونانية اثينا من 13 الى 29 اوت الجاري تكريسا لالتزام بلادنا وتعلقها بالمبادئ الاولمبية وسعيها لمشاركة الاسرة الاولمبية الدولية هذا العرس الرياضي الاولمبي الهام. وتونس التي عرفت مشاركتها الاولى في الالعاب الاولمبية في دورة روما 1960 ظلت تشارك بانتظام في الدورات الاولمبية مستفيدة من دعم الرئيس زين العابدين بن علي وحرصه على توفير افضل اسباب مشاركة الشباب الرياضي التونسي في هذه التظاهرات الرياضية الهامة كما جاء في خطاب سيادته بمناسبة اليوم الوطني للرياضة والروح الاولمبية يوم 3 جويلية الماضي. وقد دأبنا على تشجيع شبابنا على المشاركة في مثل هذه التظاهرات من منطلق حرصنا على اذكاء روح المغالبة والتفوق لديه حتى يبرز مواهبه ويثري تجاربه ويعمق علاقاته بكل الرياضيين في العالم ويتقاسم معهم الايمان بالقيم الكونية للحوار والتواصل. وستشارك تونس في هذه الدورة ب 57 رياضيا في 14 رياضة وهي العاب القوى (3) والملاكمة (5) والجيدو (4) والتايكواندو (3) وتنس الطاولة (2) والجمباز (1) والسباحة (1) والمصارعة (1) والمبارازة (2) ورفع الاثقال (2) والتجديف (2) والالواح الشراعية (1) والكرة الطائرة (12) وكرة القدم (18) كما ضم وفد منتخب كرة القدم 4 لاعبين اضافيين احتياطا. وبعد 44 سنة من اول مشاركة في الاولمبياد تجدد تونس المعتزة بانجازاتها على المستوى الرياضي الموعد مع أكبر تظاهرة رياضية على الاطلاق بعد ان توفرت لرياضيي النخبة ا فضل ظروف التحضير. وفضلا عن كرة القدم ستكون تونس ممثلة ايضا في دورة الكرة الطائرة حيث يشارك المنتخب التونسي الذي فرض زعامته على الصعيدين العربي والقاري لتأكيد التحسن المطرد الذي يعرفه الفريق. وكان المنتخب التونسي للكرة الطائرة ترشح الى دورة اثينا بعد ان فاز بالدورة الترشيحية التي نظمتها تونس في جانفي الماضي وشاركت فيها ايضا منتخبات مصر والجزائر وجنوب افريقيا. وخاضت العناصر الوطنية سلسلة من التربصات الاعدادية داخل تونس وخارجها تخللتها عدة مشاركات في دورات دولية في الولاياتالمتحدةوبولونيا والمانيا وروسيا. ويذكر ان المنتخب التونسي سيخوض الاولمبياد ضمن المجموعة الاولى حسب البرنامج التالي: يوم 15 أوت: تونس اليونان يوم 17 اوت: تونس الارجنتين يوم 19 اوت: تونس صربيا مونتينغرو يوم 21 أوت: تونسبولونيا يوم 23 اوت: تونسفرنسا * وستكون الملاكمة التونسية التي سبق لها ان اهدت تونس في الالعاب الاولمبية ميداليتين برنزيتين عن طريق الحبيب قلحية وفتحي الميساوي ممثلة في دورة اثينا بالخماسي وليد الشريف وزن 51 كلغ وسيف الدين النجماوي وزن 57 كلغ وتوفيق شوبة 60 كلغ ومحمد علي ساسي وزن 64 كلغ ومحمد الصحراوي وزن 75 كلغ. ويراهن الملاكمون التونسيون على تحقيق افضل النتائج في هذه الدورة بعد ان استفادوا من ظروف تحضير طيبة في دورات وتربصات مع عدد من الملاكمين خاصة من كوبا وروسيا واذربيدجان واوزباكستان وكوباوبولونيا ومصر والاردن والجزائر. * وفي الجيدو سيكون المنتخب الوطني ممثلا بالمصارع انيس الونيفي (وزن 60 كلغ) والمصارعات سعيدة الظاهري (وزن 60 كلغ) وانصاف اليحياوي (وزن ما فوق 78 كلغ) وهدى بن دية (وزن اقل من 70 كلغ). ويعلق انيس الونيفي امالا كبيرة على احراز اول تتويج اولمبي في مسيرته بعد ان توفق في الفوز ببطولة العالم في ميونيخ عام 2001 ثم بالبرنزية في بطولة العالم الاخيرة في اوساكا باليابان. ويملك الونيفي البالغ من العمر (26 سنة) تتويجات عديدة اخرى في رصيده حيث انه فاز ايضا بذهبية دورة الالعاب المتوسطية في تونس 2001. وتبدو سيدة الظاهري (27 سنة) من جهتها الاكثر خبرة بين زميلاتها حيث سبق لها ان شاركت في دورة الالعاب الاولمبية في سيدناي عام 2000 كما سبق للظاهري بطلة افريقيا ان صعدت على منصة التتويج في دورات عالمية في عدد من البلدان الاوروبية. وبرزت انصاف اليحياوي (23 سنة) من جهتها بشكل لافت في بطولة افريقيا الاخيرة وفازت بذهبيتين في هذه البطولة الافريقية في صنفي الفردي والمفتوح. أما هدى بن دية التي حافظت على اللقب القاري للعام الرابع على التوالي فهي اليوم تأمل في تحقيق نتائج مشرفة على الصعيد الاولمبي. * وفي السباحة ستكون تونس ممثلة بكل من اسامة الملولي وانور بالناصر. ويذكر ان اسامة الملولي كان فاز بالميدالية البرنزية في بطولة العالم في اسبانيا وفاز بست ميداليات ذهبية في الالعاب الافريقية 2003 وهو يحمل امال الرياضة التونسية في الصعود على منصة التتويج في اثينا. وكان الملولي الذي سيشارك في سباقات 400م اربع سباحات و200م اربع سباحات و1500م سباحة حرة خضع منذ اشهر طويلة الى تحضيرات بالولاياتالمتحدة بقيادة المدرب الامريكي ريشارد مارتينغ ثم تحول الى فرنسا حيث واصل تدريباته قبل ان ينتقل منذ ايام الى اثينا لوضع اللمسات الاخيرة لتحضيراته والتأقلم مع الظروف المناخية للبلد. * وفي رياضة العاب القوى التي اهدت الذهب الاولمبي لتونس من خلال البطل محمد القمودي في دورة مكسيكو 1968 ستشارك تونس بسفيان العبيدي في مسابقة 400 متر وحاتم غولة في سباق المشي 20 كلم وعائدة سلام في رمي الرمح. ويراهن سفيان العبيدي على تحقيق نتائج مشرفة في ظرفية يعرف فيها استعدادات طيبة بعد سلسلة التربصات والسباقات التي شارك فيها في الولاياتالمتحدة وسويسرا وباريس. وكان العبيدي حقق هذه السنة افضل توقيت له عندما احرز المرتبة 12 عالميا خلال ملتقى اشبيلية في جوان الماضي بتوقيت قدره 45ث و19 جزء بالمائة. وكما حقق العداء حاتم غولة هذه السنة توقيتا جيدا قدره 1س و20د و38ث يوم 7 جوان الماضي علما وان رقمه الشخصي مقداره اس و19د ويتقاسم غولة هذا الرقم مع حوالي 15 عداءا. ومن جهتها نجحت عائدة سلام بطلة افريقيا في اواخر هذا الموسم في تحقيق نتائج جيدة حيث تجاوزت عتبة 58 مترا. * وفي رفع الاثقال ستكون تونس ممثلة برباعين هما يوسف السباعي وزن 69 كلغ وحياة ساسي 63 كلغ. ويجدد السباعي (26 سنة) الموعد مع دورة الالعاب الاولمبية بعد ان كان شارك في دورة سيدناي 2000 ولئن اكتفى بالمرتبة العاشرة في سيدناي فانه كان احسن رفاع عربي وافريقي في تلك الالعاب ومن جهة اخرى تحصل السباعي في بطولة العالم بفرصوفيا في نوفمبر 2002 على ميداليتين برنزيتين وذلك بعد ان فاز بذهبيتين في دورة الالعاب المتوسطية (تونس 2001) وثلاث ذهبيات في البطولة الافريقية في افريل 2001 في جنوب افريقيا. وتحصل في البطولة الافريقية الاخيرة التي اقيمت في تونس في شهر ماي 2004 على ميدالية ذهبية وفضيتين وهو يشارك في دورة الالعاب الاولمبية املا في تحقيق نتائج مشرفة. أما حياة ساسي (22 سنة) التي تميزت بشكل ملحوظ في مسيرتها منذ صنف الدنيوات فانها تملك من جهتها تجربة هامة بعد مشاركاتها في عدد من البطولات والدورات الافريقية والاوروبية. وقد فازت بثلاث ذهبيات في دورة الالعاب الافريقية بابوجا في اكتوبر الماضي كما فازت في شهر اوت 2003 خلال دورة الالعاب العربية بثلاث ذهبيات وهي تراهن على ان تظهر بوجه مشرف وتحقق نتائج طيبة. وفي المصارعة ستشارك التونسية فضيلة اللواتي في منافسات هذه الدورة وزن 48 كلغ وتملك هذه المصارعة في رصيدها بالخصوص ذهبية في بطولة افريقيا في القاهرة في ماي الماضي. وتسعى فضيلة اللواتي التي ستكون المصارعة العربية والافريقية الوحيدة في الدورة الاولمبية الى تأكيد جدارتها بهذا الموقع المتميز. * وفي رياضة التايكواندو فستشارك تونس بمصارعين ومصارعة وهم محمد عمراني 68 كلغ وهشام حمدوني 80 كلغ ومنيرة مهدي 67 كلغ. أما في المبارزة فستكون هذه الرياضة ممثلة بكل من ماهر بن عزيزة اختصاص سلاح الشيش ومحمد الربعي سلاح السيف ويذكر ان ماهر بن عزيزة يشارك للمرة الثانية في دورة الالعاب الاولمبية. * كما يشارك فؤاد العرابي في مسابقة المراكب الشراعية فيما ستكون ابتسام تريمش المشاركة الوحيدة في رياضة التجديف. وقد تأهلت للالعاب الاولمبية بعد الدورة الترشيحية التي اقيمت بضفاف البحيرة بتونس في افريل الماضي. * وفي الجمباز ستكون تونس ممثلة بوجدي بوعلاق في اختصاص الحركات الارضية. وكان بوعلاق تحصل على ثلاث ميداليات فضية وبرنزية واحدة في دورة الالعاب الافريقية في ابوجا 2003 وقد ضمن تأهله الي دورة الالعاب الاولمبية بعد مشاركته في بطولة العالم الاخيرة في اوت 2003 في الولاياتالمتحدة. وشارك بوعلاق البالغ من العمر 22 سنة ايضا في بطولة العالم 2002 فضلا عن مشاركاته المتعددة في دورة الالعاب العربية في الاردن 1999 وفي دورة الالعاب الافريقية 1999 التي فاز فيها بالذهبية في مسابقة الحركات الارضية. كما توج بذهبية البطولة الافريقية بالجزائر عام 2003. ويملك بوعلاق في رصيده عدة مشاركات في دورات عالمية في فرنساواسبانيا والبرتغال وتركيا ورومانيا وسيسعى في دورة اثنيا 2004 الى تحسين النتائج التي حققها والظهور بمستوى يشرف الجمباز التونسي. أما المشاركة التونسية في مسابقة تنس الطاولة فستشمل نسرين بلكاهية والفة القني وتعد هاتان اللاعبتان من اصغر لاعبات تنس الطاولة في الدورة الاولمبية حيث تبلغ بلكاهية من العمر 18 سنة وألفة القنى 16 سنة. ويذكر ان ألفة القنى كانت قد فاز الميدالية البرنزية في بطولة افريقيا 2002 وهي في سن 14 سنة فيما فازت نسرين بالكاهية بالميدالية الفضية في البطولة العربية بسوريا 2000 في صنف 14 سنة. كما تصحل هذا الثنائي على الميدالية الذهبية في الكأس العربية في اليمن في افريل 2003. ومن جهة أخرى تحصلت كل من نسرين بلكاهية والفة القنى على الميدالية الفضية في بطولة افريقيا للوسطيات في مسابقتي الفرق والزوجي كما تحصلتا على الميدالية البرنزية في الالعاب الافريقية في ابوجا 2003. ومثلت البطولة العربية الاخيرة لكرة الطاولة التي احتضنتها مدينة بنزرت من 1 الى 8 اوت الجاري فرصة وضعت خلالها ممثلتا تونس في الاولمبياد اللمسات الاخيرة لتحضيراتهماوقد تحصلتا على المرتبة الثانية لصنفيهما. وتسعى تونس من خلال هذه المشاركة الى تعزيز رصيدها من الميداليات الاولمبية وتأكيد القفزة النوعية التي تشهدها الرياضة التونسية.