لا يوجد فم واحد من أفواه الاولياء الصااحين والطالحين لم يستقبل العودة المدرسية بالتأفف من كثرة الكراسات بكل القياسات، ومن وفرة الكتب، وملاحق الكتب، ومصاحيب الكتب، وكتب الكتب الواردة من عند كل من هبّ ودبّ، من رافعي شعار «اشر تربح»، في الدراسة طبعا. واشترى الأولياء وزادوا الشراء شراءات وتحولت المحفظات الى شبه «برادع» على الظهور محشوة بالورق. والى «براوط» مجرورة بالعجلات. وكلا النوعين يشكو ثقلا ورصّا وانتفاخا و«اشر تربح» من الفضاءات التجارية الكبرى (بالحاضر) ومن «الكتبيات» بالتقسيط المريح. امتلأت ديارنا بأكداس الادوات المدرسية ومازال المنادي ينادي «اشر تربح» ولا أحد يدري ممن بهم ضائقة أي الكتب أولى بالشراء للربح؟ الكتب الرسمية؟ أم كتب الدروس الخصوصية؟ ام كلاهما معا و«اشر تربح» و«مبروك عليكم هاذي البداية ومازال مازال». معذرة عن هذا التشويش المنقول مباشرة من الملاعب الى ساحة المدرسة حيث ممارسة رياضة جديدة في الرمي لا رمي الصحن ورمي الرمح وانما رمي المحفظة، وحيث ممارسة الفن النبيل. لا بالقفّازات وإنما بالمحفظات التي خفت موازينها من اليوم الثاني للعودة وأصبحت قفازات للملاكمة في وزن الريشة و«اشر تربح». آخر التقليعات في اختزال المشتريات من الأدوات بمئات الدينارات هو ما أصبحنا نراه في معظم الساحات عند بعض التلاميذ «المجللة» رؤوسهم ب «الجال» والممزقة سراويلهم وهو أن كل ما لديهم من أدوات مدرسية قلم في الأذن وكراس في الحزام والسلام.