فاجأ الزعيم الليبي معمر القذافي وزراء الخارجية العرب الذين كانوا يعقدون الاجتماع التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية، حيث حضر الاجتماع وقدّم ملاحظات تبنّاها كل الوزراء وسيطرحونها اليوم أمام القمة التي تُعقد في سرت على مستوى القادة. وكان من المقرر أن يلتقي وزراء الخارجية العرب بالزعيم القذافي بمطار سرت لكن القذافي هو الذي جاء الى قاعة اجتماعات الوزراء وألقى مداخلة وصفها أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي بليبيا موسى كوسا بأنها «عملية وفعّالة جدا» تضمّنت جملة من الملاحظات التي تبنّاها جميع الوزراء. ملاحظات ومداخلات وقال كوسا في تصريح لوكالة الأنباء الليبية إن ملاحظات القذافي أحيلت الى لجنة الصياغة لطرحها على القمة العربية الاستثنائية. وجرى حوار ونقاش بين الوزراء حول المواضيع المدرجة على جدول الأعمال ثم شرعوا في ترتيب بعض الاجراءات التي طُرحت خلال الجلسة حيث تم التأكيد على ضرورة العمل الفعلي الجاد في اتجاه تطوير العمل العربي وآلية الجامعة العربية بحيث تتوافق مع الظروف الدولية». وقالت مصادر مقرّبة من الاجتماع إن القذافي تحدّث عن أهمية الوحدة العربية وإن العالم يهمّه أن يتعاون مع عرب موحّدين وليس منقسمين». وقد اختتمت أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب باستعراض الوزراء البندين الأساسيين المدرجيْن على جدول أعمال الاجتماع وهما تطوير منظومة العمل العربي المشترك وسياسة الجوار العربي واقامة رابطة الجوار الاقليمي. كما عُقد في سرت الاجتماع الطارئ للجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب السلطة الفلسطينية لبحث مستقبل المفاوضات المباشرة. وقررت الجامعة العربية اثر الاجتماع أن تمنح واشنطن شهرا اضافيا لمحاولة احياء المفاوضات. واطلع عبّاس الذي التقى الزعيم القذافي لجنة السلام العربية على نتائج المفاوضات مع اسرائيل الحاصلة حتى الآن. أربع وثائق وبالتوازي مع ذلك أقرّ وزراء الخارجية العرب والأفارقة أمس أربع وثائق أساسية ستكون محور نقاش مستفيض من قبل زعمائهم وقادتهم خلال أعمال قمتهم الثانية المقررة عقدها بمدينة سرت غدا. وقال الأمين المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي إن الوزراء يعكفون خلال اجتماعهم المشترك في جلسة مغلقة على استكمال صياغة الوثائق الأربع والتي تركز في مجملها على تعزيز التعاون العربي الإفريقي. ولفت بن حلي في تصريح صحفي إلى أن الوثيقة الأولى تتضمن الاستراتيجية العامة للتعاون العربي الإفريقي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاستثمار والأمن الغذائي وتنسيق المواقف في المنظمات الدولية. وأضاف أن الوثيقة الثانية تتضمن خطة العمل العربي الإفريقي من عام 2010 إلى 2011 والوثيقة الثالثة تتعلق بالبيان الختامي الذي من المقرر أن يطلق عليه إعلان سرت والذي سيؤكد على مواقف الدول العربية والإفريقية في المجالات السياسية والاقتصادية والأزمات والتنسيق فيما بينها . وقال بن حلي إن الوثيقة الرابعة ستكون على هيئة جملة من القرارات من بينها إمكانية إنشاء بعض الآليات الخاصة بمواجهة الكوارث ودعم قوات حفظ السلام.