عاشت منطقة الغضابنة التابعة لمعتمدية قصور الساف من ولاية المهدية مؤخرا موجة من الاستياء على إثر وفاة أحد شبانها في حادث مرور جدّ مساء الثلاثاء الماضي بين الطريق الرابطة بين مركز الولاية المهدية و ولايات الجنوب. ويعود الاستياء الى ما اعتبروه تأخرا في اسعاف الضحية. «الشروق» تحوّلت على عين المكان، فوجدنا مشهدا لم نألفه من قبل في هذه المنطقة الهادئة، و تمكّنا من الوصول إلى بيت الضحية الذي لبس حلّة الحزن والتفّ بستار الألم والفراق. بحلولنا على عين المكان لاحظنا على الحاضرين حالة من الاستياء بسبب عدم إسعاف المصاب في الوقت المناسب وعدم وصول سيارات الإسعاف والحماية المدنية إلى المنطقة حال وقوع الحادث.. علما وأنّه لا يتوفر في المنطقة ما من شأنه أن يقدّم خدمات طبية في محيط تكثر فيه الحوادث المرورية باعتبارها نقطة وصل بين ولايتين. وحسب ما استقيناه من معلومات فانّ الهالك شاب من مواليد 24 سبتمبر 1988 بالغضابنة واسمه الكامل فوزي بن عبد القادر إسماعيل، انقطع عن الدراسة و كان يشتغل أجيرا في مقهى وهو معروف بدماثة أخلاقه و محبوب من طرف الجميع لما يمتاز به من روح مرحة. شاحنة خفيفة وتفيد صورة الواقعة ان الهالك كان حوالي الساعة السابعة من مساء الثلاثاء الماضي بصدد إيصال صديق له على متن دراجته النارية إلى المقهى الذي يقع مباشرة على الطريق الرئيسية الرابطة بين المهدية وصفاقس. وفي طريق عودته إلى مقرّ سكناه اعترضته سياّرة قادمة من المهدية في اتجاه مدينة الشابة وكانت بصدد تجاوز سيارة أخرى أمامها فدهست الضحية وألقت به أرضا على وجهه مخلّفة له أضرارا بدنية فادحة وبقي على هذه الحالة إلى تمام الساعة التاسعة والنصف مساء عندما قرّر أصدقاؤه حمله على متن شاحنة خفيفة إلى مستشفى سلقطة ومن هناك حولته الحماية المدنية إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر حيث لفظ الضحيّة أنفاسه. وقد تمّ تحويل الجثة من المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية إلى المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير لتشريحها قصد الوقوف على الأسباب الحقيقية لوفاته ثم تمّ تسليمها لاسرة القتيل لدفنها. وحسب المعطيات التي تحصّلنا عليها فان سائقة السيارة المتسببة في الحادث وهي في عقدها الثالث فرّت من مكان الواقعة وسلّمت نفسها لأقرب مركز أمن بمدينة الشابة وهيّ الآن رهن الإيقاف والتحفّظ لمزيد التحقيق معها في أسباب الحادث. «يا حسرة على ولدي» «أخذ قلبي وبسمتي.. راح ولم يعد.. يا حسرة على ولدي...» بهذه العبارات التي تدلّ على مدى الوجع والفاجعة التي حلّت بها، استقبلتنا والدة الهالك السيّدة ليلى الوج التي وجدناها في حالة لا تحسد عليها. السيدة ليلى وبحكم حالتها النفسية المتدهورة كان حديثها مقتضبا وقد اكدت فيه ايمانها بأن حقّ إبنها لن يضيع.. فيما تعذّر علينا الاتصال بوالد الهالك بحكم تواجده في مدينة المنستير لإتمام إجراءات تسلّم جثمان الضحية. وللاشارة فمن المنتظر أن تستوعب منطقة الغضابنة أكبر وحدة سياحية في بلادنا وهي مازالت في انتظار تسوية بعض الملفات العقارية الشائكة.