عقد الزعماء العرب أمس في مدينة سرت الليبية امس قمتهم الاستثنائية التي خصصت بشكل رئيسي لبحث ملف تطوير العمل العربي المشترك واصلاح الجامعة العربية والتطورات المستجدة على الملف الفلسطيني. وافتتح القائد الليبي معمر القذافي أعمال القمة بكلمة ذكّر فيها القادة العرب بقراراتهم التي اتخذوها خلال قمتهم العادية التي عقدت بسرت في مارس الماضي من أجل انهاء مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك ومؤسسة الجامعة العربية حاليا. وأشار القذافي الى انه تم بموجب هذا القرار تشكيل لجنة خماسية برئاسة ليبيا ومصر واليمن والعراق وقطر، مضيفة ان هذه اللجنة اجتمعت لتبحث موضوع الهيكلية حسب مقررات القمة، ووفقا لمصادر مسؤولة بالجامعة العربية فإن القمة كرّست لمناقشة وبحث بند أساسي يتعلق بآليات تطوير العمل العربي المشترك التي تضمنتها وثيقة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وهو البند الذي تباينت فيه مواقف العديد من الدول العربية ما بين مؤيد لعملية التطوير وما بين متحفظ عليها مما يمهّد لتعديلها او تأجيل البت فيها للقمة العربية العادية المقبلة. ومن جانبه دعا الرئيس المصري حسني مبارك أمس العرب الى التكاثف وتوحيد صفهم في مواجهة «التحديات المتشابكة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية». وعرض مبارك على القادة العرب المشاركين في القمة الاستثنائية والتي تحوّلت بعد جلستها الافتتاحية الى جلسة مغلقة رؤية بلاده لدفع وتطوير العمل العربي المشترك، مشيرا الى انها ترتكز على ثلاث دعائم أساسية. وأوضح أن الركيزة الاولى تتعلق بتأكيد بلاده على ضرورة الابقاء على مسمى جامعة الدول العربية مع تطويرها سواء من حيث المضمون او الاختصاصات او آليات العمل. وشدد على ان الدعامة الثانية تركّز على مبدإ التطوير المتدرّج لمنظومة العمل العربي «الذي يجمع بين الواقعية والطموح ويراعي معطيات الواقع العربي الراهن وظروفه وامكانياته». وأشار الى ان الركيزة الثالثة تتعلق بموقف بلاده من سياسة الجوار العربي داعيا في هذا الخصوص الى بلورة رؤية موحدة تجاه دول الجوار بما يحقق المصلحة العربية. وقال إن هذه الرؤية يجب أن تجمع بين اعتماد معايير واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وبين ضرورة مراعاة أوضاع العلاقات بين دول العالم العربي وكل دولة من دول الجوار.