ثم مؤخرا فتح المجال أمام مصنعي المواد الغذائية المحولة والمعلبة لتصنيع منتوجات ذات جودة متميزة تحصل بمقتضى ذلك على «العلامة التونسية المميزة للجودة». (Food quality label) وتكون بالتالي قادرة على فرض وجودها أكثر من غيرها من المواد سواء في السوق المحلية أو الأسواق الخارجية. وقال السيد زكريا حمد المدير العام للصناعات الغذائية بوزارة الصناعة والتكنولوجيا ل«الشروق» ان هذا الاجراء الجديد، الذي نص عليه أمر صدر مؤخرا، يندرج ضمن استراتيجية كاملة لدعم الجودة والسلامة الصحية للمواد الغذائية لنشر ثقافة الجودة في كل مراحل الانتاج... وكان الامر المذكور قد نص على 3 أصناف من الجودة التي يجب توفرها للحصول على علامة «فودكوالتي لابل» وهي «الجودة العالية» وتهم كل منتوج يتمتع بخصائص عالية ناتجة عن ظروف خصوصية في الانتاج أو التصنيع تميزه عن المنتوجات العادية. أما الصنف الثاني فهو «الجودة الخصوصية وتهم كل منتوج يتمتع بخاصية أو مجموعة من الخصائص تميزه بوضوح عن المنتجات أو المواد الاخرى المماثلة من نفس الصنف، ويهم الصنف الثالث «الجودة التقليدية» ويمنح لكل منتوج ذي جودة عالية أو خصوصية مروج بالسوق الداخلية أو الخارجية لمدة تظهر تعاقبا بين الاجيال ويجب أن لا تقل هذه المدة عن 25 عاما. هريسة وسردينة ستكون البداية في تطبيق اجراءات اسناد علامة «فودكوالتي لابل» بمرحلة أولى تشمل أربع مواد غذائية محولة ومعبأة وهي الهريسة والسردينة وزيت الزيتون والتمور وذلك في انتظار المرور الى مواد أخرى. حيث تم الشروع في اختيار المؤسسات الراغبة في الحصول على هذه العلامة بناء على اجراءات حددها الأمر ومنها خاصة الاستجابة لكراس الشروط الذي تم تحديده لكل مادة من هذه المواد... ويقع اختيار المؤسسات المعنية بناء على اقتراح من لجنة خاصة أحدثها الأمر المذكور (لجنة العلامة التونسية المميزة لجودة المواد الغذائية المحولة) أو بطلب من المجامع المهنية المشتركة أو المراكز الفنية أو المنظمات المهنية أو مجموعة من المؤسسات. ويتضمن كراس الشروط المذكور اشارات عديدة تهم خصائص المنتوج المميزة له عن بقية المنتجات والتي تكون له جودة خصوصية مع ضرورة أن يكون المنتوج ملبيا لحاجة المستهلك وأن يحتوي فعلا على عناصر غذائية ذات قيمة أرفع بما يدعم مكانة المنتوج في السوق الخارجية. مميزة وضح السيد زكريا حمد كيفية توصل المنتوجات المعنية الى التميز للحصول على هذه العلامة، من ذلك مثلا بالنسبة الى السردينة اعتماد عنصر الفترة الزمنية الفاصلة بين عملية الصيد من البحر والتحويل في المصنع أو اعتماد نوع جيد من السردينة أو اعتماد اضافات مميزة (مثلا استعمال زيت زيتون بيولوجي أو زيت زيتون من الدرجة الاولى... إلخ)... وبالنسبة الى مصبر الهريسة يقع الاخذ بعين الاعتبار مثلا صنف الفلفل المعتمد (بيولوجي مثلا) كذلك ظروف انتاجه وجنيه ونقله وتنظيفه وأيضا الفترة الزمنية الفاصلة بين الجني والتحويل داخل المصنع وكذلك المواد المضافة وكمياتها... كما يقع الاخذ بعين الاعتبار مثلا بالنسبة الى زيت الزيتون والتمور الجودة المميزة للمنتوج على مستوى الحجم (بالنسبة الى التمور) والنكهة والمذاق وظروف التحويل في المصانع وكذلك الاضافات الغذائية للمنتوج التي يكون لها انعكاس من حيث منافعه الغذائية. 2011 حسب ما ذكره المدير العام للصناعات الغذائية فإن الدفعة الأولى من هذه المنتوجات الحاصلة على العلامة المذكورة قد ترى النور في موفى السنة الجارية (بالنسبة الى السردينة) وعلى امتداد سنة 2011 بالنسبة الى بقية المواد (التمور زيت الزيتون الهريسة)... وستكون هذه المواد موضوعة على ذمة السوق المحلية وأيضا وهذا الأهم في الأسواق الخارجية... وحول أسعار بيعها، من المنتظر أن تكون أرفع نسبيا من المنتوجات العادية بحكم ارتفاع تكاليف انتاجها... لكن على مستوى الجودة والمذاق والسلامة الصحية فإنها ستكون أهم بكثير من المواد العادية...