لاجئ أنا، لاجئ «أبا الورى»... على بلاط دواعيك أعياني المسير... كمهَ البصيرة، سقيم المريره مسيرة جرحي، ثالث الحرمين... لاجئ وأحفاد «كاهانا» عقروا مطيتي، في عيد الفصح اغتالوا هويتي... لاجئ أنا لاجئ من أولى القبلتين يا أم «حباب» فزعت إليك... فدعيني، ألح نهديك أتطهّر من سجس أبناء «إسحاق»... فدعيني يا «أم حباب» على خصرك أسكب ثورة حنيني، لعناق «أم قسطل» ذا ليلة هيماء... للصلاة بأولى القبلتين، بثاني المسجدين في هُلبة زمن أخرس... لاجئ يا «أم حُباب» أبيت بليل أنقد على أسوار مخدعك... تنقّض دمعي، مهيض الجناح من أوجه حقد تعتصر ذاتي... لاجئ «أبا الورى» أرباب الخطيئة والدنس بتخت فلسطين تواطؤوا على خرق المحارم... من تربة الإثم والفجور لاجئ أنا، وقبّة الشهاده من دماء إخواني موشع نسيجها... قد جاء هُدرة بني اسرائيل يا «أم حباب» قد جاء قضيض اليهود «أبا الورى»، مرداء مرغ النفوس قد جاء قماش الناس «أبا الورى»... لاجئ أنا... لاجئ وأمّي أهزوجة الوطن المصلوب على صفيح ساخن تجلس القرفصاء، أثقل جفناها الجحام... وطاؤها مهانه، هيشة تنخر نجاحة الفؤاد... قد جاء ذُؤبان الانسانية ولدي.. مرداء، أنبار... أملاط، مُلغ الصفات يا «أم حباب»... على قراطيس الغدر احتجزوا وطني فمن أين جاء أنباذ البشر... من أين جاؤوا...؟ نفحة ريح... زخات مطر تنقر سقف الأقصى... وأبتي على محرابه يُصلّي، يتضرّع... وأبتي بالمسجد الاقصى همعت عيناه... قد جاء قتلة الانبياء بُنيّ أصباط، أدعياء... ناصبونا هاترونا، زيفا وبهتانا ماسحونا... لقائط صعاليك... فمن أين جاء أبناء الدهاليز «أبا الورى»...؟ من أين جاؤوا... لاجئ أنا، وعروبتي بالضفة الغربيّة هيمني هواها... لأرض الميعاد اتعدتها أنّي عائد... بوشاح صلاح الدين... بهراسة قومي، بأيام العرب عائد عائد... لاجئ يا «أم حباب: وعروبتي حناء عرسها مخضّبة دماء... في هوشات الليل تسامرني... تُعانقني... قد جاء غبّرُ الناس حبيبي بالوحر بالبغضاء بالفتن قد جاء «بنات الهيق» حبيبي... رعاديد، مُهناء... رغم الأنوف فمن أين جاؤوا يا «أم حباب»...؟ لاجئ أنا قد جاء «بنوقينقاع» «أبا الورى»... نافرونا في الحسب ونحن من سادة نجب... نافسونا في النسب ونحن نظائر الاقصى... زناة... زناة قد جاؤوا: من نُكاح الحانات من عُهر مومسات «أورشليم» من غثيان المراحيض قد جاؤوا... حُثالة، حُثاله: من حُسافة عراجين البلح العربي من نفايات محسرة البلاط البريطاني قد جاؤوا... أدعياء، سفهاء... من وعد «بلفور» من دمنة دساكر البيت الابيض الامريكي قد جاؤوا... لاجئ أنا يا «أم حباب» الليلة عنك أرتحل... «فأم قسطل»، في غياهب أروقة الشجن تركتها... بديباج الألم الضارب عمق ذاتي تركتها، ترقب مجيئي... يا «أم حباب»: لك منّي باكورة خطيئتي خير وديعه... لك منّي هيضة فؤاد تعطّر جيدك خير هديّه... يا «أم حباب»: جخيف الحجارة صامد، ما نكفت أيديه... ثائر، ثائر... يا «أم حباب»: جخيف الحجارة قادم... أعلميهم أن دمائي ذهبت جبارا... أعلميهم يا «أم حباب»: أنّ من رذاذ روحي المحترقة... من بقايا جسدي المنهار، «هيكل سليمان» قد أقاموا... قد جاؤوا يا أم حباب...