تتجه العلاقات الصينية التركية نحو التحوّل الى شراكة استراتيجية متميزة بين البلدين، حيث أكّدت أنقرة سعيها الى رفع قيمة التبادل التجاري مع بيكين الى 100 مليار دولار سنويا فيما أجرت القوات التركية والصينية مطلع الشهر الجاري أول مناورات عسكرية بينهما. وأجرى رئيس الحكومة الصينية «وين جياباو» في العاصمة التركية أنقرة محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وغيره من الزعماء الأتراك من أجل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، معبرا عن أمله في ان تفتح زيارته صفحة جديدة من العلاقات المثمرة بين الصين وتركيا. جدول زمني وأكّد أردوغان أن الطرفين وضعا جدولا زمنيا، اتفقا خلاله على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما الى خمسين مليار دولار بحلول عام 2015 والى مضاعفة هذا الرقم في سنة 2020. وأضاف أن البلدين اتفقا أيضا على اجراء التبادلات التجارية بعملتيهما الوطنيتين. كما كشفت مصادر مطّلعة ان الاتفاقات الثنائية تشمل مجالات النقل والتجارة والطاقة والاتصالات والثقافة. وأضافت أن أحد هذه الاتفاقات سيشمل التعاون لتحديث شبكة سكك الحديد التركية. وتعدّ زيارة «وين» الى تركيا الاولى من نوعها لرئيس وزراء صيني. مناورات وفي سياق متصل بالتقارب الصيني التركي، أكّدت المتحدّثة باسم وزارة الدفاع الامريكية «تامارا باركر» أن القوات الجوية التركية استخدمت خلال التدريبات العسكرية مع القوات الصينية طائرات «فانتوم أف 4» وان القوات الصينية استخدمت طائرات روسية الصنع من نوع «سوخوي 27». وأضافت: «انه على حد علمنا لم تشارك طائرات «آف 16» الامريكية في المناورات. ونقلت المسؤولة عن القيادة التركية تأكيدها بأنها ستبذل كافة جهودها لحماية التكنولوجيا الامريكية وتكنولوجيا حلف «شمال الاطلسي» الحساسة. وبيّنت أيضا أن انقرة طمأنت واشنطن باتخاذها أقصى درجات الحيطة والحذر لحماية أسرار التقنيات الامريكية، واصفة الحكومة التركية بأنها حكومة ملتزمة بعضويتها في «الأطلسي» وبعلاقاتها القوية مع الولاياتالمتحدة. وأحدث هذا التقارب ضجة وارتباك داخل الأوساط السياسية الامريكية التي اعتبرت ان هذا التطور يؤكّد قدرة بيكين على التمدّد خارج حدودها. وأشار ديفيد فنكلشتاين مدير أبحاث الصين في معهد «س بي أي» للبحوث في فرجينيا الى أنها المرّة الاولى التي تشارك فيها القوّة الجوية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في مناورات مشتركة على أرض دولة عضو في الحلف.