استعاد النادي الصفاقسي المرتبة الأولى في مجموعته قبل جولة واحدة من نهاية دور المجموعات بعد أن كان فرط في نفس هذا المقعد في البطولة الوطنية اثر اكتفائه بالتعادل في مناسبتين متتاليتين أمام كل من ترجي الجنوب والقوافل الرياضية بقفصة. المقابلة الاخيرة أمام حرس الحدود رممت المعنويات وأعطت الدفع اللازمة للمجموعة ولكنها في المقابل أوضحت بصورة أو بأخرى فترات من التراجع في النسق يضاف اليها بعض المشاكل التي يصطدم بها الفريق كلما واجه منافسا يعتمد الضغط العالي وأكد أيضا الشوط الثاني أمام القوافل هذا العائق وهذه الصعوبات. مسؤولية جماعية رغم التراجع الواضح في الأداء وحجم اللعب الذي لاحظته الجماهير وتحديدا منذ الهزيمة مع زاناكو يمكن القول أن ال«سي آس آس» قدم مردودا طيبا قطع مع أسلوب الموسم الماضي وهو ما يؤكد أن لمسات الاطار الفني كان لها وقعها ولا يمكن أن يلقى هذا التراجع النسبي على عاتق الاطار الفني لوحده بل من الانصاف أن تتحمله المجموعة ككل. المعادلة الصعبة هذا التراجع في التنقيط الى مستوى أربع نقاط عن المتصدر والترشح في ذات الوقت للمربع الذهبي لل«كاف» أعاد للأذهان سيناريو المواسم الفارطة بانصراف تركيز نادي عاصمة الجنوب الكلي للكأس الافريقية على حساب البطولة المحلية وبعملية مقارنة عبر جرد لنتائج الفريق في دور المجموعات أي خلال خمس مباريات وهو نفس عدد جولات البطولة الى حد الآن فقد سجل الفريق في هذا الدور من المسابقة الافريقية ثمانية أهداف في حين اكتفى بثلاثة في جولات الموسم الأولى وهذا التباين والتفاوت الواسع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ترسخ هذه المعادلة في أذهان اللاعبين وتبقى جولات الموسم القادمة وحدها القادرة على تأكيد هذه الفرضية من عدمها. أحسن خط دفاع... لكن يتصدر خط الظهر أحسن دفاع في البطولة الى حد الآن بقبوله لهدف وحيد وان يؤكد التحسن الذي شهدته التركيبة الدفاعية الا أنه لا يعني أن هذا الدفاع يمر بأحسن حالاته فمن حين لآخر تتكشف بعض النقائص ويطغى الارتباك على آداء هذا الخط الذي يبقى في حاجة للمراجعة والمعالجة وعلى صعيد آخر يمكن القول أن الفريق لم يستفد من حصيلة الدفاع هذه وهو ما يشير الى خلل ما في موضع ما لن يكون الا الخط الأمامي للفريق الذي نجح لاعبوه في تحويل الاهداف المحققة الى فرص في مهب الريح فرغم التراجع على مستوى الأداء العام كان الفريق قادرا على جني فوزين محققين بعد نجاحه في خلق فرص عديدة وسهلة ولكنها ضاعت بمنتهى الغرابة وهو ما أفرز استياء لدى الجماهير وتراجعا في الترتيب. للوسط نصيب لا يمكن أن يكون خط الوسط بمعزل عن هذا التراجع ورغم أنه يشكل نقطة قوة الفريق الا أن أكثر من لاعب في تركيبته تقهقر مردوده بشكل أو بآخر وافتقد هذا الخط الى الحيوية اللازمة والحركية المطلوبة ذلك أن خط الربط في أي فريق هو مفتاح النجاح الأول في أي لقاء ولأي رسم فني اذ يجب أن يمثل في المهمة الدفاعية جدارا أول يخفف الاعباء عن الدفاع ويمكنه من التقاط الأنفاس ليتعامل براحة مع كل الوضعيات وفي الجانب الآخر يكون هذا الخط ممول الهجوم بالكرات القابلة لأن تتطور الى فرص وبالتمريرات المؤهلة أن تتحول الى أهداف ولتتحقق هذه المعادلة على هذا الخط أن يكون نشيطا وحركيا وأن يتسم لاعبوه بالاندفاع والسعي الى توفير الحلول لحامل الكرة وهو ما لم يتجسد في المباريات الاخيرة. أي دور للاطار الفني؟ رغم العمل الكبير الذي يقوم به الثنائي لوشانتر والكوكي ورغم الجدية الملموسة في التمارين تبقى بعض الأمور الفنية في حاجة لمزيد النظر وبعض الاختيارات في حاجة للتدقيق فجانب من الاحباء اعتبروا أن التحويرات على مستوى التشكيلة مبالغ فيها فضلا عن الاختيارات والتغييرات التي لم تكن في محلها باستثناء علولو حين كان ينظم الى التشكيلة في شوط المباريات الثاني وفي المقابل يعتبر آخرون أن المدرب وان أخطأ في بعض التغييرات فهو يجتهد لتدوير الرصيد أمام كثرة الاستحقاقات مؤكدين أنه لو دخلت كرة ادريسا مرمى جرجيس ولو توفق دومينيك في مباراة القوافل في تسجيل احدى الفرص لتغيرت الصورة ولتم الثناء على المدرب وخطته وتحويراته مقرين في الوقت ذاته بضرورة ايجاد الحلول على مستوى الهجوم وبوجود بعض الصعوبات التي تستوجب الوقوف عندها.