برهن الاتحاد العام التونسي للشغل، قيادة وقواعد، أنّ البعد الثقافي ركن أساسي وأفق يسعى دائما لبلوغ ذُراه، من خلال نجاح التظاهرة التي احتفت بأربعينية فقيد الشعر العربي الشاعر محمود درويش والتي انتظمت يومي 19 و20 سبتمبر 2008 وأشرف على افتتاحها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام وسهر على فعالياتها الأخ عبيد البريكي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم التثقيف العمّالي والتكوين النقابي رفقة لجنة تشكلّت للغرض، وأثث فقراتها حضور نقابي وطلابي ومدني متميّز لم يثنه غياب الشاعر سعدي يوسف عن الحضور بأعداد كبيرة في ليلتي التظاهرة. معرض ومسامرة اشتمل المعرض الذي أُنجز لأربعينية درويش وعُرض ببطحاء محمد علي على متنخبات من قصائد الشاعر وعلى عدد كبير من صوره الشخصية الموثقة لمسيرته وكذلك على عدد كبير من الصور التي تفضح الفظاعات الصهيونية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك معرض لبعض عناوين الشاعر محمود درويش وأقراص ليزريّة احتوت على قصائد وقد افتتح المعرض في الساعة العاشرة صباحا يوم 19 سبتمبر 2008 الأخ عبد السلام جراد بحضور عدد كبير من الأمناء العامين المساعدين ومن النقابيين والنقابيات، وفي الليل وبقاعة أحمد التليلي كان الجميع على موعد مع الجزء الأول من برنامج الاحتفال والذي تضمّن مداخلة قيّمة للأستاذ الجامعي فتحي النصري حول مسيرة الشاعر الراحل وتجربته الشعرية والنضالية، كما قدّم كل من الشاعرين المنصف الوهايبي والصغير أولاد أحمد شهادات عن الراحل وعن علاقتهما الشخصيّة به إبان زياراته إلى تونس. السهرة الأولى حضرها عدد كبير من النقابيين وافتتحها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد حيث تحدّث عن نضاليّة الشاعر محمود درويش وعلاقته بياسر عرفات، وأكّد الأمين العام أنّ الاتحاد كان ومازال منارة للثقافة المقاومة والبديلة. سينما، شعر وموسيقى كما كان منتظرا ليلة السبت 20 سبتمبر غصّت قاعة السينما الأفريكار بالنقابيات والنقابيين وبعدد كبير من الطلبة ومن مناضلي ومناضلات جمعيات ومنظمات المجتمع المدني المستقل لمتابعة فقرات الجزء الثاني من برنامج الاحتفال بأربعينية محمود درويش والتي تراوحت بين السينما والشعر والموسيقى، فرغم غياب الشاعر العراقي سعدي يوسف الذي أعلن في البداية امكانية حضوره إلاّ أنّ الجمهور توافد بأعداد غفيرة جدّا، حيث تابع «فيلما سينمائيا» أعدّه الأخ رضا بن حليمة وفيه توثيق لمسيرة محمود درويش بالصوت والصورة ثمّ غنّت لبنى نعمان مع العازف رضا الشمك أغانيَ جديدة من نصوص درويش مثل «يحط الحمام» و»تكبّر» ليتلو بعدهما الشاعر المنصف الوهايبي عددا من القصائد منها قصيدة «الأمة».. بعدها غنّى مراد جاد بمعيّة العازف محسن بن أحمد عدّة أغان منها أغنية «سفر سفر» للشاعر الراحل معين بسيسو، ثمّ تركا الركح للشاعر الصغير أولاد أحمد الذي قرأ نصّا جديدا مازال في طور الكتابة مهدى للشاعر محمود درويش. أربعينية محمود درويش التي نظمها قسم التثقيف العمّالي والتكوين النقابي لم تقتصر على العاصمة وانّما اتّجهت ليلة 21 نحو نابل ثمّ ليلة 22 نحو سوسة وليلة 23 إلى القيروان لتنتهي ليلة «24 بجهة» قفصة. في الموعد قناة حنبعل لم تتخلّف عن سهرة الأفريكار وقامت بتسجيل أغلب الفقرات الموسيقية والشعرية وأخذت كلمة من الأخ عبيد البريكي حول تفاصيل هذه التظاهرة. بادرة متميّزة نرجو أن تتكرّر من قناة حنبعل وتنسج على منوالها قناة ت 7 وق 21 والاذاعات الوطنية والخاصة وكذلك الصحف لأنّ مواكبة تظاهرات الاتحاد العام التونسي للشغل ليس أمرًا محرّما كما يخاله البعض!!!