يخوض المنتخب الوطني للكرة الطائرة ظهر اليوم الخميس لقاءه الثالث في الألعاب الأولمبية ضد منتخب صربيا مونتنيغرو (يوغسلافيا) ومع منتخبنا الوطني لا يمكن أن نجزم بالمردود الذي يمكن انتظاره أو التكهن به. المنتخب التونسي الذي كان مردوده رديئا للغاية ضد اليونان وانهزم أمامه بثلاثة أشواط لصفر أثبت أنه قادر على الأفضل عندما تحسّن مردوده وانهزم بصعوبة كبيرة أمام الأرجنتين وفرط في انتصار كان فعلا في متناوله. **ضدّ «المفاجأة» !!! لا مجال للتعامل مع أي امكانية للتألق للمنتخب الوطني بعقلية «المفاجأة» خصوصا إذا ما أراد بعضهم مواصلة الحديث عن «العالمية» مثل هذا المنطق يجعل البعض يعتبرون الفوز بشوطين ضد الأرجنتين انجازا تاريخيا وينسون ان الهزيمة بثلاثة لصفر أمام اليونان تاريخية هي أيضا. وعلى هذا الأساس يجب وضع كل «تألق» للمنتخب في سياق طبيعي.. فالتألق لا يمكن ولا يجب اعتباره «مفاجأة»... بل المفاجأة يجب أن تكون عند الانهزام بمثل تلك الطريقة أمام اليونان. وعلى هذا الأساس فإن مباراة المنتخب ضد صربيا منتنيغرو اليوم تعتبر امتحانا حقيقيا.. فمن يلعب بتلك الطريقة أمام منتخب في حجم الأرجنتين لا يجب أن يظهر بصورة مغايرة أمام فريق صربيا الذي رغم انتصاره على فرنسا بثلاثة أشواط لصفر لا يعتبر عملاقا تصعب مجاراته بمنطق الطموح الكروي المشروع. لكن منتخبنا الذي عودنا على الشيء ونقيضه يبقى محل تساؤل. كيف يمكن أن يكون مردوده ضد صربيا؟ هل يقدم مردودا يجلب له الاحترام أم تتكرّر حكاية اليونان؟ كل الأمور واردة بالنسبة لمنتخبنا الذي يجب أن ينزع عنه عقلية «العبرة بالمشاركة» وأن يتميز بطموح حقيقي. **حسابات وامكانيات في وقت انتظرنا أن يلعب فيه منتخبنا من أجل الترشح للدور الثاني الذي سيكون من نصيب أربعة منتخبات من كل مجموعة طلع علينا جاكوب انطونيو ومن لفّ لفة بالتهليل والتكبير لمجرّد الفوز بشوطين أمام الأرجنتين. والفوز بشوطين في الألعاب الأولمبية ليس انجازا عملاقا. أما بالنسبة للدور الثاني فإن منتخبنا مطالب بالانتصار في جميع مبارياته الباقية ضد صربيا وبولونيا وفرنسا لكي يحقق الأمل الذي يبدو صعبا والذي حكمت علينا بالحرمان منه هزيمتنا الغريبة أمام اليونان وتفريطنا في انتصار أمام الأرجنتين وهو انتصار كان في متناولنا فعلا.