«الفلسطينيّون مستعدّون للتنازل عن مطالبهم التاريخيّة إذا تمّ التوصّل إلى تسوية على أساس حدود 1967! ونتنياهو يعتبر حكومته أغلى من السلام! والاحتلال الإسرائيليّ أرخص احتلال في التاريخ، لأنّ السلطة هي التي تتحمّل مسؤوليّاته! » هذا هو تقريبًا فحوى المقابلة «التاريخيّة» التي أجراها السيد عباس مع التلفزيون الإسرائيليّ الأحد الماضي! ولا شكّ أنّ الرجل كان «يتكتك» مثل كلّ سياسيّ «محنّك»! ولعلّه كان يحدفُ ليبرمان بمطالب «أيّام زَمان»، من باب الدهاء والكياسة! ولكن ليسمح لي بطرحِ أسئلةِ «هاوٍ» في السياسة: إلى حدّ الآن لم أسمع بمستعمر خرج من أرض إلاّ إذا أصبح بقاؤه فيها أغلى من رحيله عنها...إمّا بسبب خسائره! وإمّا بسبب خسائر ضحاياه! وإمّا لنجاحه في تأبيد احتلال المكان عن طريق «وكلائه» من «الأنديجان»! فكيف يريد السيد عبّاس إقناع نتنياهو بأنّ السلام «أغلى من الحكومة» وأهمّ من «الحُكّام»، إذا كان هو نفسه يعترف بأنّ الاحتلال «أرخص من السلام»؟!! ألا يخشى السيّد عبّاس أن يسيء الإسرائيليّون فهمه أو أن يحسنوا فهمه جيّدًا، فيجعلوا المؤقّت دائمًا والراهن أبدًا؟ ألن يكون نتنياهو «غبيًّا» إذا هو بحث عن احتلال باهظ الأثمان، وفرّط في احتلال بالمجان، هو بشهادة السيد عبّاس نفسه، أرخص احتلال في تاريخ الإنسان؟!