لا تزال حادثة اختطاف الطفل منتصر تلقي بظلالها على الحي الأولمبي بجهة حيّ الخضراء.. فحالات الذهول كانت بادية على جميع السكان وخاصة عائلة الطفل المخطوف التي زارتها «الشروق» ظهر أمس. صمت رهيب يخيم على الشارع حيث منزل السيد جمال الدين بن رجب والد الطفل البريء منتصر (5 سنوات).. وقد كان من العسير علينا معرفة المكان ليتكفل السيد كمال بن رجب جدّ الطفل المختطف باستقبالنا وتوجيهنا رغم حالة الحزن التي كان عليها وعدم تصديقه خبر الاختطاف: «حدسي يخبرني بقرب عودة منتصر».. كانت هذه أهم الجمل التي نطق بها مضيفنا ليتولى استدعاء السيدة هُدى والدة منتصر وشاهدة عيان على الواقعة. بدت السيدة هدى شامخة ومتجلدة بالصبر.. أملها الوحيد عودة فلذة كبدها.. حالتان من الشعور تعيشهما في آن واحد وهما الأمل بعودة ابنها والحزن لما تعرّض له.. وبكلام متقطع ونبرات حزينة استعادت شريط الذكريات لتروي لنا تفاصيل الواقعة ففي حدود السابعة و50 دقيقة صباحا اصطحبت ابنيها أسامة (8 سنوات) ومنتصر (5 سنوات) للالتحاق بالدراسة.. مشى ثلاثتهم بضعة أمتار لتفتح السيدة هدى باب سيارتها وبالتوازي كانت سيارة راسية يركبها ثلاثة غرباء كانوا يرقبون تحرّكاتها.. لحظات من الصمت تجمع السيدة هدى أفكارها المتشتّتة لتواصل روايتها إذ تذكر أن أحد راكبي السيارة ترجّل ليفتح الباب ويهاجمها بقارورة غاز مخدّر ثم حاول رشّها لكنها تفادته لتحاول إنقاذ منتصر بعد أن فتح شاب آخر الباب الخلفي للسيارة وحمله معه وأثناء الحديث تدخّل شقيق المختطف أسامة ليروي أن منتصر لم يردّ الفعل وظلّ في حالة صمت بعد أن حمله أحد الشبان الغرباء.. يصمت أسامة لتواصل والدته سرد الواقعة فإحساس الأمومة غلبها وتحوّلت الى لبؤة تدافع عن عرينها فجرت وراء خاطف منتصر لكنه أسرع به وأركبه معه السيارة ورغم ذلك تشبّثت بالباب الخلفي للسيارة في آخر محاولة إنقاذ. قاد ثلاثتهم السيارة بعد أن حقّقوا مبتغاهم وتركوا السيدة هدى ملقاة على الأرض وسط حالة من الصدمة.. هنا صمتت محدثتي لتختم حديثها أن إحساسها يخبرها بأن عودة منتصر قريبة ليمتزج حديثها بحديث جدّه كمال الذي أضاف بأن شعورا غريبا ينتابه بقدوم منتصر وعودة البهجة داخل العائلة التي لا أمل لها سوى العودة لا غير.