في حدود الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء وصل فريق فيلم «مملكة النمل» للمخرج شوقي الماجري الى مدينة قصر هلال لتصوير بعض المشاهد بين المغارات الواقعة بمنطقة الحمادة. وصول الفريق في ذلك اليوم مثّل في حدّ ذاته حدثا مميّزا باعتباره حول المغارات التي تعتبر أوكارا للمتسكعين الى أماكن آهلة بعد ان اكتسحتها الشاحنات والسيارات واحتلّتها المعدات والتجهيزات الضخمة وإضاءتها «كاميراوات» المصورين.. ولأن حدث تصوير مشاهد من فيلم سينمائي يحصل لأول مرة في تاريخ مدينة قصر هلال فقد تحوّلت «الشروق» الى المغارات وواكبت اجواء التصوير وجمعت بعض الهوامش التي نفردها في ما يلي: ٭ بطل صغير: بمجرد وصولنا الى مكان التصوير وجدنا المخرج شوقي الماجري بصدد وضع اللمسات الأخيرة قبل تصوير احد المشاهد وقد كان الى جانبه طفل صغير سألناه ان كان الطفل ابنه وهو الذي يشبهه الى حدّ كبير فضحك وأجاب بأنه أحد أبطال الفيلم وهو يعتبره بمثابة ابنه تماما. ٭ يومان: تواصل التصوير بمدينة قصر هلال يومين كاملين وقد بلغ عدد المشاهد المصوّرة حوالي ستة مشاهد اي بمعدل ثلاثة مشاهد كل يوم. ٭ من فلسطين: أحد أبطال الفيلم هو الطفل عبد اللطيف عثمان (12 سنة) من فلسطين وتحديدا من غزة يقيم بتونس صحبة عائلته ويدرس بالسنة السابعة من التعليم الأساسي بمدرسة شارع محمد الخامس يلعب دور سالم في الفيلم. ٭ حيرة: البطل الصغير كان مرفوقا بوالدته وهذه الأخيرة أكدت ل «الشروق» انها قلقة من تغيّب ابنها عن الدراسة هذه الايام مع الإشارة الى أن عبد اللطيف صور أغلب مشاهده بسوريا أثناء العطلة الصيفية. ٭ ستون عنصرا: بلغ عدد عناصر فريق العمل في فيلم «مملكة النمل» الذين حلّوا بمدينة قصر هلال حوالي ستين عنصرا وهم من عدة بلدان عربية ومن جنسيات مختلفة. ٭ أجواء رائعة: كانت أجواء التصوير منعشة ورائعة وتحديدا الانسجام كليا بين التقنيين التونسيين والأجانب وقد اتسمت هذه الأجواء بالدعاية ولم نلحظ اي علامات للغضب او التشنّج لا على ملامح المخرج او المصورين او الممثلين. ٭ في النزل: من بين الممثلين الذين حلّوا بمدينة قصر هلال لتصوير مشاهدهم نذكر جميل عواد (الاردن) ومنذر رياحنة (الاردن) والطفل عبد اللطيف عثمان (فلسطين) في ما ظل البقية على غرار صبا مبارك في النزل الذين يقيمون به في المهدية. ٭ متابعة: حرصا منهم على توفير الظروف المناسبة للعمل تحوّل بعض المسؤولين المحليين الى المغارات واتصلوا بالمخرج والمنتجين وتابعوا أطوار تصوير المشاهد. ٭ الى الجم: اثر الانتهاء من تصوير المشاهد المبرمجة بمدينة قصر هلال سيحط فريق العمل رحاله بمدينة قصور الساف ثم الجم من ولاية المهدية لمواصلة التصوير. ٭ عظام بشرية: أثناء تصوير احد المشاهد بمقبرة كائنة بجهة سلقطة عثر فريق العمل على عظام بشرية في أحد الدهاليز وهي عظم فخذ وفك علوي وأسنان لطفل مما مثّل لهم مفاجأة غير سارة. ٭ تكريم: كان فريق عمل فيلم «مملكة النمل» الذي نزل ضيفا على مدينة قصر هلال محل حفاوة من قبل الأهالي والمسؤولين. وقد تم بالمناسبة تنظيم حفل تكريم على شرف الضيوف بدار عياد التاريخية قبل مغادرتهم المدينة. ٭ تعب: وقف الممثل الاردني منذر رياحنة عند فتحة مغارة ثم ألقى بنفسه في الداخل ليتدحرج من علو ثلاثة أمتار وسط الغبار والدخان، هذا المشهد أعاده الممثل اكثر من مرة رغم التعب فقد بدا مصرّا على اتقان الدور بما يؤكد القيمة الفنية لهذا الممثل. ٭ جثث: في لقاء خاطف مع البطل الصغير عبد اللطيف عثمان طلبنا منه ان يروي لنا طرفة حصلت له أثناء التصوير، فكّر طويلا ثم ذكر لنا ان كلمة جثث مثلت له مشكلا عويصا أثناء تصويره لأحد المشاهد حيث عجز عن نطقها مرارا عديدة مما اضطرّه الى إعادة المشهد في مناسبات كثيرة.