كشفت مصادر مطلعة أن جهات لبنانية بارزة تبلغت خلال الأيام القليلة الماضية أن المدّعي العام الدولي في المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الحريري، القاضي دانيال بلمار، بصدد تأجيل إضافي للقرار الاتهامي الأول الذي يعتزم إصداره، وذلك حتى الربيع المقبل. وقد تزامن ذلك مع تشديد الولاياتالمتحدةالأمريكية لعدد كبير من حلفائها في لبنان والمنطقة على أهمية عدم الدخول في أي نوع من المساومة على ملف المحكمة الدولية. وقالت المصادر إن «حزب الله» من بين الجهات التي تبلغت الأمر، وإن الحديث يدور حول رسالة نقلتها السعودية الى دمشق بصورة شبه رسمية قبل فترة وجيزة تفيد بأن الأجواء في مجلس الامن وفي المحكمة الدولية تشير الى أن بلمار لن يصدر قراره الاتهامي قبل مارس المقبل، وأن مزيداً من الأبحاث التي سيجريها فريق التحقيق التابع له تتطلب وقتاً إضافياً. وتأتي هذه المعلومات وسط «تسريبات هي الاولى من نوعها صادرة عن جهات استخبارية عربية وغربية بارزة، من بينها الاستخبارات الأردنية، ترى أنّ فرضية وقوف أصوليّين مقرّبين من فكر «القاعدة» خلف الجريمة أقوى بكثير من اتهام «حزب الله»، رغم أنّ جهات عربية وغربية أخرى ما زالت تصرّ على أن عناصر «غير منضبطة» من «حزب الله» قد تكون وراء العملية بعدما اخترقتها استخبارات دولة إقليمية بارزة».