لم تكن بداية فريق القوافل موفقة هذا الموسم خاصة أن حاصل النقاط في الجولة السادسة هو أضعف حصيلة منذ مواسم وهو ما حرّك مخاوف الأحباء وانطلق الحديث عن تفادي النزول مبكرا ولو أن أغلب المتابعين يرون ان النتائج الحاصلة ليست غريبة وهي منتظرة وذلك بالنظر إلى عديد الأسباب والعوامل لعلّ أهمها: غياب هوية الفريق الذي انصهر منذ مواسم في تيار الانتدابات حتى أنك تكاد لا تجد في التشكيلة الأساسية لاعبا من خريجي القوافل وهو ما أثّر سلبا على روح وشخصية الفريق وحتى على الحضور الجماهيري سواء خلال التمارين أو أثناء المباريات. ينضاف إلى ذلك عامل الأزمات المتتالية المصرّح بها كل بداية موسم والكلّ يتذكر كيف وفي أي ظروف تمّت انتدابات هذا الموسم وهو ما أثّر سلبا على الشبان وحكم على الطاقات بالأفول قبل نضجها فمنذ جيل خميلة والأدب والبناني والأشخم ماذا أعدّت القوافل؟ وكم من اسم ظهر بالفريق؟ وهو ما حتم على الهيئة البحث عن الجاهز كلّ موسم. انتدابات عشوائية عامل آخر كان وراء البداية المتعثرة وهو انتداب لاعبين مغمورين وغير متمرسين، فإذا ما استثنينا لعبيدي واسيامو وبالهامل فإن بقية القادمين لهذا الموسم ماذا في رصيدهم من مباريات في قسم النخبة لا شيء فأسماء مثل الدريدي، البوسليمي والتونسي والعقربي كم لعبت في البطولة الأولى؟ فحتى بعبورة كان مع امال النجم الساحلي منذ انتدابه من ترجي جرجيس إذن عامل الخبرة مفقود والقدرة على تحمل الضغط وثقل تفادي النزول غائبة فالذنب ليس ذنبهم ولكن تلك هي الحقيقة. عامل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه هو قسوة الرزنامة فالفريق واجه الى حدّ الآن كل فرق المقدمة. وعلى جماهير القوافل أن تفهم صعوبة المرحلة وأن تحاول دفع اللاعبين الى الأمام وتعويض النقص لديهم حتى فترة الميركاتو الشتوي لجمع اكثر ما يمكن من النقاط ليبقى المطلوب هو الالتفاف حول النادي وهو ما حدا بعديد الاطراف الى تطويق الخلاف بين الهيئة المديرة والثنائي حمادي الجريدي وشكيب الاشخم باعتبار محدودية الرصيد البشري من ناحية وأيضا قيمة الثنائي في مد يد العون خاصة في هذه المرحلة بالذات. اعتذار وخطية مالية انعقد مجلس التأديب بمقر النادي وسط الاسبوع الماضي وتم خلاله السماع الى الثنائي حمادي الجريدي وشكيب الأشخم بحضور قائد الفريق حمزة الأدب والرئيس الجديد للفرع وأمين المال وبعض الوجوه من الهيئة المديرة قدّم خلاله اللاعبان اعتذارهما وتم تجاوز الاشكال وإذابة الجليد لما فيه مصلحة الفريق في هذه الفترة بالذات. «الشروق» تحدثت الى كل الاطراف حول الاجراء الاخير: حمادي الجريدي: «أنا مظلوم» ... أولا ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن كل ما قيل في الفترة الاخيرة هو من جانب واحد. فأمام ضغط الجماهير وسريان الخبر سريان النار في الهشيم وإعطائه أكثر من حجمه اتخذت الهيئة القرار الاول للتحقيق في الموضوع ثم تمت إحالتنا على مجلس التأديب. أنا شخصيا أعتبر نفسي مظلوما ولكن أمام القانون الداخلي للفريق أنا أحترم كل القرارات المتخذة. فقط أقول إنه طيلة مسيرتي سواء مع نجم المتلوي أو مستقبل المرسى كنت مثالا في الاستقامة وإن شاء الله أعد جماهير القوافل بالعمل والانضباط والعمل ولا شيء غير ذلك. وللاشارة حاولنا الاتصال بالاشخم لكن هاتفه كان خارج الخدمة في أكثر من مناسبة. عبد المجيد بن ربح (أمين مال الفريق): «اللاعبان اعتذرا والهيئة قبلت الاعتذار» برأيي المهم في المسألة هو خروج اللاعبين من قفصة قبل 48 ساعة من لقاء هام بغض النظر عن وجهتهما وما قاما به لذلك حال بلوغ الامر للهيئة المديرة اتخذنا قرار الابعاد للتحقيق في الامر واليوم أمام اعتذار اللاعبين أمام مجلس التأديب تغيرت المعطيات والهيئة قبلت الاعتذار واكتفت بالعقوبة المالية وهما الآن تحت تصرّف الاطار الفني ليتخذ ما يراه صالحا. المدرب فريد بن بلقاسم: «اللاعبان أخطآ وعليهما تحمل تبعات الخطإ» أول لابد من الاقرار أن اللاعبين أخطآ في حق الفريق لذلك لابد أن يتحملا المسؤولية كاملة وفرض الانضباط داخل المجموعة شعار الجميع لذلك وفور علمي بالأمر أخرجتهما عن المجموعة وأحلتهما على ادارة الفريق التي اتخذت ما تراه صالحا بشأنهما ولكن الآن أنا منشغل بمباراة حمام سوسة ولا يمكن ارجاعهما الى الفريق في الوقت الحالي لذلك خيرت إلحاقهما بالآمال وستكون عودتهما مع الأكابر بعد لقاء حمام سوسة». مصلحة القوافل أولا وهكذا بعد أخذ القرار والاستماع لكل الاطراف تم تجاوز اشكال شد الشارع الرياضي لأسبوعين كاملين وأكيد أن كل الاطراف غلّبت المصلحة العامة للفريق وما على الثنائي الا الاتعاظ من المسألة والانصراف للتأكيد على الميدان خاصة أن الفريق في حاجة لكل لاعبيه في هذه الفترة بالذات. من جهة ثانية علمت «الشروق» أن بن بلقاسم يجري عديد الاتصالات ببعض اللاعبين من أجل الفوز ببعض الاسماء وضمهم خلال ميركاتو الشتاء.