قدم صباح أول أمس في قاعة الفن الرابع المخرج خالد البرصاوي شريطه الوثائقي «من قرطاج الى قرطاج» في اطار الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية بحضور عدد كبير من ضيوف أيام قرطاج السينمائية من الأفارقة والعرب وحتى الأجانب. هذا الشريط جاء في 26 دقيقة لكنه تضمن طرحا عميقا لمشاكل وإشكاليات تظاهرة أيام قرطاج السينمائية ومختلف العوائق التي تعاني منها سواء في مستوى الاختيارات والخط العام أو في مستوى المضامين والتصرف والحضور الدولي. الشريط مواكبة لأيام قرطاج السينمائية في العشرين عاما الأخيرة من خلال الشهادات التي قدمها عدد كبير من الضيوف ومن السينمائيين التونسيين. الشريط يطرح من خلال الشهادات مستقبل أيام قرطاج السينمائية كتظاهرة ولدت من أجل تنمية سينما الجنوب وخاصة الافريقية والعربية ومدى ملاءمة هذا الاختيار لطبيعة التحوّلات التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة فكيف يمكن بناء سينما الجنوب في ظلّ غياب الدعم وغياب السوق وهيمنة السينما الأمريكية على العالم وضمور الأفكار التحرّرية التي كانت السينما العربية والافريقية خير معبر عنها؟ الشريط الذي قدمه خالد البرصاوي فيه تحيّة لأجيال من السينمائيين الذين مرّوا بأيام قرطاج الطاهر شريعة وأحمد بهاء الدين عطية ومحمود بن محمود وفريد بوغدير وغيرهم إنه شهادة على عشرين عاما من عمر أعرق تظاهرة سينمائية عربية وافريقية وطرح لسؤال عميق لا بد من التفكير فيه هو أي مستقبل لأيام قرطاج السينمائية في زمن العولمة وغياب السوق؟