الأمر ملفت للانتباه ويدعونا إلى إعادة النظر في مفهوم الفضاء الثقافي والعمل الثقافي عموما وخاصة مدى جدواه في الفضاء التربوي، فمدرسة المثالية بنابل تفردت بمبادراتها النيّرة وأصبحت لها بفضل مجهودات مديرها السيد مراد غلاب وإطارها التربوي الكفء تقاليد استثنائية في التبادل الثقافي مع الخارج إذ عاد منذ مدة وفد من المدرسة أقام بالسويد لمدة أسبوع في إطار مشروع تربوي ثقافي مشترك مع معهد سويدي كما أن هذه المؤسسة أعدت برنامجا ثقافيا مدروسا سيمتد على مدار السنة وسيتم افتتاحه يومي 13 و14 نوفمبر القادم بحفل يدعى إليه الأولياء والمبدعون بالوطن القبلي ويتم أثناءه إعلان انطلاق ورشات المؤسسة ومنها ورشة المسرح الفرنسي التي ينشطها الفنان عدنان الهلالي وتشتغل على أمثولات لافونتان، وورشة المسرح العربي وتديرها الأستاذة امال الفرجاني وتشتغل على نص مراد الثالث للحبيب بولعراس في رؤية حديثة لا تخلو من طرافة، وينشط السيد مراد بوغلاب بنفسه ورشة المسرح الانقليزي وتشتغل على نص عطيل لشكسبير. الورشات الأخرى خصصت للفنون التشكيلية والموسيقى خاصة مع وجود عدد كبير من التلاميذ الموهوبين في مجال العزف في المؤسسة (عزف على البيانو والقيتارة والكمان...) كما سينطلق بالتعاون مع جمعية فنون المتوسط عمل ورشة الفوتوغرافيا ونادي السينما بالتعاون مع الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة. حفل افتتاح الموسم الثقافي لمدرسة المثالية سيكون من مفاجآته تدشين رواق الفنون التشكيلية بالمؤسسة وهي بادرة أولى من نوعها في بلادنا (في فضاء تربوي) إذ سيكون بالمدرسة رواق بمواصفات حديثة يحتضن معارض تشكيلية وفوتوغرافية ووثائقية لفناني المدرسة من التلاميذ المبدعين وأيضا لتشكيليي الوطن القبلي وفنانين من داخل البلاد وخارجها كما سيحتضن هذا الفضاء الذي ستختتم أشغاله في الأيام القليلة القادمة قراءات شعرية وأمسيات للعزف الفردي ونقاشات حول الأفلام. نادي الأدب الفرنسي سيصدر مجموعته الشعرية الأولى بأقلام تلاميذ الثانية ثانوي مع العلم أن مدرسة المثالية ستنظم سلسلة عروض لأفلام قصيرة تونسية وأجنبية مختارة بحضور عديد الوجوه الفنية المعروفة التي شاركت في هذه الأعمال مع العلم وأن «المثالية» ستنظم رحلات إلى العاصمة لمواكبة أهم الأحداث والعروض الثقافية طوال هذه السنة.