تعيش تونس هذه الأيام على وقع أيام قرطاج السينمائية التي تم بعثها منذ الستينات وبالتحديد سنة 1966 وأسهمت كثيرا في بروز عديد المواهب السينمائية من افريقيا والعالم العربي منفتحة على مختلف الأمصار الأخرى للوقوف على أفكار ومقاربات التكنولوجيا واكتشافات وامكانيات ومؤثرات سمعية بصرية. وهي فرصة للتحاور والتأمل والتفكير وموعد لتكريم المبدعين والسينمائيين في العالم العربي ومن افريقيا وبلدان أخرى يسعدهم التواجد بيننا في مناخ سليم للتفكير والتأمل والتحاور في مواضيع جدية تهم الفن السابع عموما ولكن منذ سنوات بعد أن كانت بالأمس القريب مدينة بنزرت تعج بمتيمي الفن السابع الذين يقصدون نوادي السينما وسينما الأطفال وقاعات العروض التجارية أصبحت اليوم محرومة من أي تظاهرة سينمائية. قبل سنوات كان بإمكان المثقفين بضفتي القنال أن يتابعوا بعض الأفلام ويأخذوا نصيبهم على غرار مدن أخرى من هذا الموعد الثقافي الكبير الذي ذاع صيته في كل أنحاء العالم وأصبح وجهة أكبر وأشهر الفنانين والسينمائيين والسبب هو غلق جميع القاعات السينمائية تماما (اثنتان تحولتا الى فضاء تجاري واثنتان في طي النسيان وأصبحتا في حالة تدهور من يوم الى آخر). ويقول صاحبهما أن ذلك مرده فقدان الدعم المادي وتضاؤل مداخيل القاعات من العروض والأفلام السينمائية وهنا حسب رأيي يظهر تأثير الفيديو وأفلام القرص المضغوط المتوفرة بكثرة في الأسواق بالاضافة الى تواجد الحواسيب المحمولة وغيرها في البيوت وفي فضاء الانترنات حيث أصبح المشاهد يخير البقاء أمام جهازه على الخروج لمشاهدة شريط سينمائي؟ نأمل أن يقع النظر في وضعية القاعات السينمائية بالمدينة حتى لا يحرم مواطنو بننزرت من هذه المواعيد الثقافية القيمة التي تدور كل سنتين بتجنب المصاريف الزائدة بالتحول الى العاصمة لمتابعة مثل هذه التظاهرة الهامة.