دعا الأمين العام ل«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله الليلة الماضية كل المسؤولين اللبنانيين الى مقاطعة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري والى الامتناع عن مدها بأية معلومات. وحذر من أي تعاون مع هذه اللجنة، هو مساعدة في استهداف المقاومة. وفي كلمة له ألقاها للتعليق على ما حدث في العيادة الطبية النسائية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وحقيقة ما جرى من انتهاك محققين من اللجنة الدولية لخصوصيات نساء الضاحية، أكّد الأمين العام ل «حزب الله» أن ما جرى لا يمكن السكوت عنه لأنه مساس بأعراض وشرف اللبنانيين. وأوضح ان المحققين ينتهكون كل الخصوصيات اللبنانية منذ سنوات وأنهم استباحوا كل شيء، لكن أن يصل الأمر الى انتهاك الحرمات فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه على حد تعبيره . وأضاف نصر الله أن العيادة الطبية النسائية تتردد عليها زوجات وأمهات وأخوات قيادات في «حزب الله». وتساءل نصر الله ما حاجة لجنة تحقيق دولية لملفات طبية نسائية، موضّحا أن المحققين طلبوا من الدكتورة المعنية اطلاعهم على ملفات طبية منذ عام 2003 (حوالي 7 آلاف ملف) وبعد نقاش خفضوا العدد الى 17 ملفا. وعبّر الأمين العام ل «حزب الله» عن استغرابه من مسارعة المدّعي العام اللبناني الذي سكت عن شهود الزور لسنوات، بفتح تحقيق لتحديد المسؤولية. نُسخ الى اسرائيل وشدد أمين عام «حزب الله» على ضرورة وقف استباحة الشأن اللبناني بمؤسساته واداراته وخصوصيات اللبنانيين، موضحا أن المحققين استباحوا كل شيء تحت غطاء «ضرورة التعاون» لمعرفة حقيقة جريمة اغتيال الحريري. وتابع أن كل المعلومات التي يحصل عليها المحققون سواء ما تعلق منها ب«حزب الله» أو بالاحزاب أو الاشخاص أو المؤسسات أو جغرافية البلد والمناطق الحساسة فيه، تصل منها نسخ الى أجهزة استخبارات غربية والى اسرائيل. وأكد أن استباحة لجنة التحقيق الدولية للشأن اللبناني خطير جدا وعلى كل المسؤولين أن يتوقفوا عن مساعدتها أو مدها بأي معلومات، وأن أي مساعدة لها تعتبر مساعدة للاعتداء على المقاومة. وفي سياق حديثه، أكد «نصر الله» أن المناخ الحالي يشير الى المساعي الامريكية الحثيثة لتخريب كل الجهود الرامية الى تحقيق المصالحة في لبنان والمصالحة العربية. وقال أيضا ان لدى الحزب معلومات مؤكدة عن ممارسة واشنطن لضغوط شديدة على المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الحريري، للتعجيل باصدار القرار الظني. ولم يستبعد نصر الله أن يصدر القرار مطابقا تماما لما نشر قبل سنوات في مجلة «دير شبيغل» الألمانية التي اتهمت «حزب الله» بالتورط في اغتيال رفيق الحريري. وأشار نصر الله الى ردود الفعل الدولية والمحلية المنددة بتعرض المحققين للاعتداء في عيادة نسائية بينما تغض أمريكا والمجتمع الدولي النظر عن الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين. وفي هذا السياق حذر الأمين العام لحزب الله، من خطورة الاعتداءات التي تعرض إليها فلسطينيو الاراضي المحتلة عام 1948 وتحديدا في مدينة «أم الفحم» (أول أمس). واعتبر أن ما جرى في أم الفحم يأتي في سياق ما تخطط له الحكومة الاسرائيلية لتهجير عرب 48 من أراضيهم وديارهم.