أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تمسكه بالمحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال والده رفيق الحريري محذرا «حزب الله» من «ايقاع لبنان في الفتنة» في وقت شكلت ردود الفعل الرافضة لدعوة أمين عام «حزب الله» الى مقاطعة التحقيق الدولي مؤشرات الى اتجاه الوضع في لبنان نحو المزيد من التأزم السياسي. وفي أول كلام علني له منذ حديث نصر الله الخميس الماضي تجنب الحريري الرد على دعوة نصر الله مؤكدا أن لبنان «لن يقع في الفتنة والرأي الواحد». وكانت كتلة «المستقبل» النيابية التي يرأسها الحريري شددت على تمسكها بالمحكمة الدولية. مقررات الحوار ودعت الكتلة في بيان عقب اجتماع لها مختلف القوى السياسية الى احترام مقررات الحوار الداخلي حول التحقيق الذي يجريه مكتب المدعي العام لدى المحكمة الدولية واحترام القوانين التي تشكل ضمانة لمختلف مكونات المجتمع اللبناني». وأشارت الى أن «الدستور اللبناني ينص على احترام لبنان لكافة مواثيق الشرعية الدولية. وتلقى الحريري الليلة قبل الماضية اتصالا هاتفيا من أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون تم خلاله التأكيد على التزام لبنان بمواثيق الشرعية الدولية بما يخدم سلامة التحقيق في اغتيال الحريري. وأفاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة أن الاتصال تطرق الى ملابسات الحادث الذي تعرض له فريق محققي المحكمة الدولية في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام. عون على الخط وقد زاد النائب ميشال عون من حالة الاستقطاب السياسي الشديدة بتأييده مطالبة نصر الله بعدم التعامل أساسا مع المحكمة الدولية. وقال عون في مقابلة بثتها قناة «المنار» التابعة ل«حزب الله» «ليس لدينا أية مشكلة في عدم التعاون مع المحكمة.» وأضاف أنه «من الناحية المبدئية نحن غير موافقين أساسا على المحكمة». واعتبر عون أن «المنطلق قد يكون مختلفا» في ما يتعلق بدعوة اللبنانيين الى مقاطعة المحكمة «بكل أشكالها». غير أن النتيجة هي نفسها». وأعرب النائب وليد جنبلاط من جانبه عن تفهمه «للاعتراض السياسي والأمني والأخلاقي الذي عبر عنه السيد حسن نصر الله نتيجة الدخول الى عيادة للطب النسائي في الضاحية الجنوبية». وسأل الزعيم الدرزي عن حقيقة «تسليم ملفات كل اللبنانيين (من جانب لجنة التحقيق الدولية) الى الأمن الغربي وبعد ذلك الى اسرائيل». ولم يؤيد جنبلاط صراحة دعوة نصر الله الى مقاطعة العمل مع محققي المحكمة الدولية. في المقابل رأى النائب سامي الجميل عن حزب الكتائب العضو في قوى «14 آذار» أن كلمة نصر الله خطوة أولى على طريق العصيان والخروج عن ارادة الدولة اللبنانية» حسب قوله.