«زلّة لسان» رئيس أكبر دولة أمريكية مرّت بسلام لأن ما قاله وتفوّه به لا يعنيه وهو ليس ضد الإسلام.. زلّة لسان برلسكوني أيضا مرّت بسلام.. حين تحدث عن دونية الحضارة العربية الإسلامية.. لماذا النيران دائما تشتعل في البلاد العربية الإسلامية؟ هنا حريق في أندونيسيا وآخر في الباكستان وآخر في أفغانستان وحريق في الشيشان وآخر في فلسطين والعراق وتهديد للسودان.. لماذا هذا اللّهيب المستعر..؟ ولماذا كلّما أطفئت نار تشتعل أخرى وفي بلاد المسلمين؟ هذا السؤال يجرّنا الى سؤال آخر لماذا مقدّسات المسلمين دائما مهدّدة؟ مناهجهم التعليمية مطلوب تغييرها.. أو إعادة قراءتها وتهذيبها و»عصرنتها» وفق الاجتهاد الأمريكي وعلى مذهب الأصولية المتصهينة داخل الإدارة الأمريكية.. إنهم غير قادرين على البوح والاتجاه نحو الهدف مباشرة.. لا بدّ من اللف وتغليف الأشياء والعبث بالمصطلحات وتوظيفها وكل مناضل مجاهد هو «إرهابي».. بدأ الوصف بكذبة وتلقفها الاعلام العربي عن جهل أو تجاهل أو خضوع للإملاءات فصارت بعض وسائل الاعلام تتحدث عن «الارهابيين» مع أنه لم يستطع أي كان تحديد معنى الإرهاب بشكل دقيق وقاطع! فهل يجوز وصف المدافعين عن العتبات المقدسة بالإرهابيين؟ وإذا كانوا كذلك فأي وصف يليق بمن يهاجمهم ويحتل أراضيهم ويهدد وجودهم؟ إن الهجمة على النجف والأماكن المقدسة في العراق هي خطوة لجسّ النبض الاسلامي.. هي بمثابة «البروفة» لعملية كبرى قد تمهد لضرب الأقصى، وقد بدأت التسخينات منذ أسابيع لجسّ رد فعل الرأي العام الاسلامي عبر التلويح بسيناريوهات متعددة لقصف المسجد الأقصى ونسفه. ولكن العملية سيكون لها ردّ فعل مزلزل، واليوم تأتينا أخبار مشاركة وحدات صهيونية في محاصرة النجف والسعي لتدمير مرقد الامام علي ونسف كل المقدسات الاسلامية بغض النظر عن طابعها الشيعي فالإمام علي هو خليفة المسلمين كل المسلمين وهو أحد المبشّرين بالجنّة وأحبّ الصحابة إلى رسول اللّه ص فضلا عن صلته الدموية.. المخطط اليوم أكبر من صراع طائفي وأعظم من مجرد الزّحف على مدينة إنّه السعي لكسر الحاجز النفسي تجاه المقدسات ولو دمّرت المقدسات الشيعية في العراق (لا قدّر اللّه) فسيكون الدور على الأقصى ولمَ لا الكعبة وقد ظهرت على الانترنيت صور روّجها متعصّبون صهاينة تبرز الكعبة وهي تضرب بالصواريخ على طريقة الأبراج الأمريكية التي ضربت في واقعة 11 سبتمبر. هي ليست زلاّت لسان.. والحقد الذي صُبّ على المتاحف والتاريخ هو ذات الحقد الذي توجهه ذات الجهات المتصهينة حقدهم على التاريخ وحقدهم على المقدسات هو الذي يقودهم في غياب العقل.. كل شيء مدبّر والضغوط من كل الجهات وسط صمت دولي وتآمر عربي. وحتى السيستاني سافر للعلاج! وهو هنا يذكّرنا ببعض الموظفين الذين يستظهرون بشهادات طبية لتبرير غيابهم عن العمل! لتدمّروا المقدسات.. المهم إنها دُمّرت و»المرجع» في لندن «يعالج»! المقدّسات الدينية في العراق وفلسطين والسعودية كلّها تحت الرصد وها هم يجسّون النبض.. أحفاد أبرهة جمعوا الفيلة والدبابات وحشدوا قواتهم.. المقدّسات نصب أعينهم هي كل ما تبقى.. وفي غيابها تضيع كل القيم ولن تشد الرحال في غيابها (لا قدّر اللّه) إلا الى البيت الأبيض من أجل «عُمرة» بعد الفيزا لمن استطاع إليها سبيلا.. وفي كلّ مرّة تهدّد المقدسات فتّش عن الصهاينة فتّش عن الحقد التاريخي المتيقظ فيهم..