في إطار سلسلة اللقاءات التي ينظّمها الفضاء الثقافي الفتح بباب سويقة في إطار نادي «تحت السّور»استضاف النادي مساء الخميس الماضي المخرج التونسي المقيم بين باريس والقاهرة مهدي هميلي لتقديم شريطه الجديد «آخر نص الليل» الذي عرض ظهرا في قاعة المونديال في إطار «بانوراما السينما التونسية». مهدي هميلي قال إنّه سعيد بعرض شريطه في تونس في إطار أكبر وأعرق تظاهرة سينمائية عربية وافريقية وسعيد بتقبّل الجمهور لشريطه في عرضه الأوّل وهو ما يؤكّد أن الجمهور التونسي متعطّش لسينما حقيقية تعبّر عنه وليس سينما تعيد إنتاج مجموعة من «الكليشيات» التي ظهرت في الثمانينات والتي ملّها الجمهور الذي ملّ أيضا إفتتان المخرجين بتقديم سيرهم الذّاتية. مهدي قال إنّه لم ينزعج لعدم برمجة شريطه في المسابقات الرسمية لأنّه يؤمن أن المهرجانات ليست سباقا للخيل ولا رهانا على الرّبح بل هي مناسبة لتقديم تجارب جديدة والتعرّف على أعمال فاتنة لكنّه في المقابل يشعر بكثير من المرارة لتصنيف شريطه كشريط مصري باعتبار أن الشركة المنتجة هي شركة مصرية إذ اضطرّ الى التعامل مع شركة إنتاج فرنسية مصرية بعد أن رفضه المنتجون في تونس. هميلي قال إنّ المنتجين في تونس لا يدفعون شيئا من مالهم الخاص وكل ما في الأمر أنّ يتصرّفون في ما تخصّصه الدولة لهم من المال العام وبالتالي فالأفلام بالنسبة إليهم ليست مشاريع ثقافية بل هي أقرب الى المقاولات لذلك لا يغامرون بالرهان على الشباب الذي يحظى بأولوية في اختيارات الدولة وتساءل متى سيكون المنتجون في حجم رهانات الدولة واختياراتها ؟ هميلي قال إنّه سيصوّر شريطه الأوّل في مصر وتحديدا بين القاهرة والاسكندرية خلال شهر مارس 2011 وقد رفض المنتجون التونسيون هذا العمل الذي رحّب به المنتج المصري مندور وهو واحد من كبار المنتجين في مصر . وأكدّ هميلي أنّ السينمائيين الشباب لهم ما يقولونه لو تتوفّر لهم الإمكانات اللازمة والتشجيع الضروري.