يعتبر محمد علي ابن الحمراء واحد من بين أصغر المنتجين السينمائيين في العالم وهو لم يتخطّ الخمس والعشرين ربيعا ترعرع شغفه السينمائي بالمهرجان الدولي لسينما الأطفال والشباب بسوسة متأثرا بالمنتج نجيب عياد رئيس ذلك المهرجان مما جعله يتعلق بأصعب حلقة في الفن السابع وهي الانتاج ولتوظيف هوايته وصقلها. هاجر محمد علي إلى إيطاليا والتحق بجامعة «طورينو التقنية» اختصاص هندسة سينما ووسائل الاتصال وعمّق تجربته بمشاركات بمهرجانات وورشات سينمائية عالمية خوّلت له هذه التجربة دخول عالم الإنتاج من الباب الكبير بواحدة من أكبر الدول السينمائية وهي إيطاليا حيث أنتج فيها صحبة المخرج الإيطالي روكو ريتشو فيلما طويلا بعنوان «جزر» وثلاثة أشرطة قصيرة: «أنبل ما»، «الموعد»، و«السرّ». الجديد لدى هذا المنتج المغامر فيلم قصير آخر ولكن هذه المرّة بطاقم تونسي مائة بالمائة فيلم بعنوان «ليلة» تأليف وإخراج مهدي هميلي تمثيل مفيدة فضيلة والهادي مومن كما تلقى هذا المنتج دعوة من مهرجان «كان» السينمائي إلى المشاركة في ورشة المنتجين الشبان وهي ورشة تنظم لأول مرة بهذا المهرجان إضافة إلى ورشة شبكة المنتجين ورجوعا إلى قائمة المشاركين يعتبر محمد علي العربي الوحيد المشارك والطريف أن الدعوة تلقاها قبل وصول الترخيص لتكوين شركته السينمائية الجديدة «بولي موفي» هذا وقد تواجد في شهر فيفري بورشة تكوينية بمهرجان برلين السينمائي ومن هناك ربط عدة علاقات عمل مثمرة قدم فيها أمام جمع كبير من السينمائيين كلمة حول الثورة التونسية وتأثيرها على السينما التونسية، هذا وعقد محمد علي ابن الحمراء في نهاية هذا الأسبوع بتونس العاصمة ندوة صحفية قدم فيها شركة انتاجه وفيلمه الجديد «ليلة». كفاءة هامة ولا شك وإن تمثّل دليلا قاطعا على أهمية العمل الورشاتي الذي تخرّج منه انطلاقا من المهرجان الدولي لسينما الأطفال والشباب بسوسة فإنها تعتبر مكسبا مهمّا للسينما التونسية التي آن الأوان لكي تخرج من جلباب الدعم الوزاري وما يتبعه من تضييقات والسير قدما نحو آفاق أرحب تجعلها تعانق إبداعا لا تبعية.