ثياب رثة.. وأقدام شبه حافية.. يحملان على كتفيهما أكياسا.. يفتشان المزابل لجمع الخبز، جل هذه الأوصاف توحي بأنهما يبحثان عن الرزق الحلال.. لكن انكشف أمرهما لما عادا ليلا وخلعا منزلا ليستوليا على بعض أثاثه.. وجرو كان سببا في ايقافهما. حدث ذلك مؤخرا بإحدى جهات أريانة ومن المنتظر إحالة الشابين قريبا على أنظار النيابة العمومية. وتفيد الأطوار ان شابين يقطنان بإحدى الجهات الغربية للعاصمة تحولا يوم الواقعة الى احد الأماكن الفاخرة بولاية أريانة وقد ارتديا ملابس رثة وحملا معهما أكياسا قصد جمع الخبز المتلف في المزابل. كانت ملامحهما توحي بالبؤس وتدعو الى الشفقة حتى أنهما كان يلقيان التحية لأصحاب المنازل ويستأذنان منهما تفتيش المزابل ليجودوا بما عندهم من هبات. انطلت الحيلة على كل من وقعت أعينهم عليهما لكن وفي وقت متأخر من الليل نزعا الشابان ملابس التسول وأبدلوها بألبسة رياضية حتى تسهل عليهما مهمتهما، ثم قصدا منزلا كان قد ترصداه نهارا... تسور الشابان حائط المنزل ودلفا داخله حيث استوليا على ما قل وزنه وارتفع ثمنه ولما همّا بالمغادرة وقعت أعينهما على جرو رحب بقدومهما ولم يشرع في النباح فحملاه معهما... سلك الشابان طريقا مظلما وفي الأثناء شرع الكلب في النباح مما لفت انتباه دورية أمنية فتبع أعوانها المصدر ليجدوا شابين غربيين عن المكان فألقوا القبض عليهما ونقلوهما الى مقرهم الأمني حيث اعترفا بسرقة المنزل وأضافا ان الجرو الذي كشف أمرهما كان من ضمن الغنائم. استدعى الأعوان صاحب المنزل الذي تحول الى المقر الأمني حيث استغرب من وجود الشابين ليروي للأعوان أنهما كان يفتشان المزابل نهارا... وبذلك تم الحرير على أقوال الموقوفين وارجاع المحجوز الى مالكه الأصلي من ضمنها الجرو الذي تبلغ قيمته قرابة الألف دينار.