بعد حفلي نانسي عجرم، ونجوى كرم ووديع الصافي، احتضن المسرح الأثري بقرطاج مساء أمس الأول سهرة أخرى من سهرات فرحة شباب تونس، وكانت هذه المرّة مع سلطان الطرب جورج وسوف. جمهور غفير وغفير جدا سعى الى حضور هذا الحفل، لكن نسبة منه لم تتمكن من ذلك حيث غصّت المدارج والكراسي، حتى الفرجة وقوفا لم تعد ممكنة، هذا على الرغم من الاعلان عن حفل ثان لجورج. السهرة دامت أكثر من ساعتين، قضتها الجماهير وقوفا ورقصا وغناء مع الفنان، وسط أجواء لم يشهدها مسرح قرطاج هذا الصيف. رصيد الفنان جورج وسوف غنّى أجمل أغانيه، من ألبوماته القديمة والجديدة، بدأ حفله بأغنية «صابر وراضي» وكأنه يشير الى مرضه وصبره على المعاناة ثم تتالت الأغاني «قلب العاشق» و»لو نويت» و»كدة كفاية» و»سلف ودين» و»أنت غيرهم» و»قولي كلمتين» و»تأخرت كثير» وهي أغنية من ألبومه الأخير الذي يحمل نفس العنوان. جورج لم يكتف برصيده الغنائي بل في لحظات السلطنة استحضر بعض أغاني العمالقة، ومنها رائعة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ «أي دمعة حزن». تعب كعادته غنى المطرب بإحساس كبير، وبطريقة هزّت الجماهير في المدارج فراحت ترقص وتردد معه الأغاني. لكن على الرغم من ذلك جورج الذي استمعنا اليه أمس الأول في قرطاج، ليس جورج الذي عهدناه في الماضي، سلطان الطرب كان متعبا ومرهقا، وكان يجهد نفسه في أداء الأغاني، لم يعد يملك تلك الأريحية في الغناء، وهذا طبيعي نظرا للأزمات الصحية التي مرّ بها. جورج وسوف أكد في تصريح لوسائل الاعلام قبل الحفل أنه حتى لو كان على مشارف الموت فإنه لن يتردد في القدوم الى تونس والغناء للجمهور التونسي الذي تربطه به علاقة حب قديمة. ويبدو أن هذه المشاعر هي التي كانت وراء نجاح حفل جورج في قرطاج رغم التعب والإرهاق.