في أوروبّا يدرسُ المعنيّون بالشأن الكرويّ فكرةَ تقليص عدد البطولات الكرويّة كي لا يُرهق اللاعبون وكي لا يضطرّوا إلى تناول المنشّطات! وثمّة من يقترح حتى التخلّي عن البطولة الإفريقيّة كي لا تتأثّر البطولات الأوروبيّة بغياب نجومها الأفارقة أو إصابتهم في مباريات منتخباتهم!! أمّا لدى العرب الأشاوس فيبدو أن التفكير تكوير في الاتّجاه المعاكس! فقد قرّر الاتحاد العربي لكرة القدم إعادة إطلاق بطولة دوري أبطال العرب! وهو قرار لا يمكن فهم حكمته إلاّ على أساس أنّ الأسواق العربيّة تشكو من نقص فادح في كميّة الفوتبول المتاحة على مدار الساعة، للجماهير المتعطّشة إلى المزيد من الفرجة المباشرة والمتلفزة والمذاعة!! المشكلة أنّ فضائيّاتنا تكاد تنفلق من فرط انتفاخها بمباريات الكرة: مباراة تليها مباراة وبينهما مباراة! مع تمهيد قبل المباراة وتعليق عند المباراة وتحليل بعد المباراة!! ولو كانت لفضائيّاتنا أظافر لما وجدنا بين الظفر واللحم غير مباراة في كرة القدم! ولعلّ البعض يفكّر الآن في إنشاء تخصّص جامعيّ جديد لتخريج قباطنة التحليل الكرويّ المجيد! فمن أين سيأتون بالزاد والعتاد؟ ومن أين سيتدبّرون مساحات بثّ لهذا الدوريّ المستعاد؟ هل يفكّرون في الإجهاز على بقيّة الإنتاج المرئيّ والمسموع؟! أم أنّهم سيخترعون يومًا ثامنًا للأسبوع؟!