ملك أم كتابة؟ هكذا كان سؤال أمل دنقل قبل أن تتحوّل الكرة الأرضيّة الى كرة قدم. وأغلب الظنّ أنّه لو عاش اليوم لقال: ملك أم كرة؟ والحقّ أنّ الأمر بلغ حدًّا لا يُطاق، حتى كدنا نفتح الثلاّجة فتنقضّ علينا احدى المباريات، أو نقصد الفراش فيفاجئنا أحد زملاء «زيزو» أو «ميسّي» من تحت اللحاف، فنترك البيت ونهرول في الشارع مع زملائنا في «المحنة» حُمْرًا عُراةً، بينما يلاحقنا عراكُ المُحلّلين وزعيق المعلّقين غووووول. على ذكر المحلّلين والمعلّقين (والشيء بالشيء يُذكر)، لابدّ من الاعتراف بأنّ مستوى أدائهم شهد قفزة نوعيّة في المدّة الأخيرة. وليس من شكّ في أنّ ذلك عائد الى جودة الاعداد والتقديم وحسن اختيار الضيوف وجرأة الحوار ووفرة الامكانيّات.. و«العاقبة» للبرامج الثقافيّة! على الرغم من ذلك، ثمّة ظاهرة غلبت على معظم فضائيّاتنا العربيّة لم أفهم سرّها بعد، وأقصد ذلك السخاء الكبير في التبرّع بلقب «كابتن» على ضيوف برامجها الكرويّة. لا عقيد ولا سرجان ولا حتى كابورال. الجميع «كباتنة» و«يتكبْتَنُون» في التلفزيون بشكل أفضل أحيانًا ممّا نرى في الملاعب. قد يكون الأمر معقولاً بالنسبة الى الناجحين كرويًّا، لكن ماذا عمّن كانت سفينته الكرويّة تترنّح بلا قبطان ولسان حالها يغنّي «انّي أغرق؟» هل غادر قباطنةُ الكرة الملاعبَ الى التلفزيون، أم أنّ كثرة القباطنة جزء لا يتجزّأُ من أسباب غرق السفينة؟