تونس (الشروق) محمد علي خليفة: أكد الناشط أحمد الكحلاوي الذي ترأس الوفد التونسي المشارك في قافلة «شريان الحياة 5» لكسر الحصار عن غزة وعاد مؤخرا من القطاع المحاصر أن حركة القوافل الى غزة لن تهدأ حتى يتمّ رفع الحصار كليا عنها. وفي ملتقى حول الذاكرة التونسيةالفلسطينية نظمته مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات أمس قدّم الكحلاوي وبعض من أفراد الوفد المشارك في رحلة كسر الحصار شهادات حية عن هذه الرحلة والمصاعب والضغوط التي تعرّضت لها قافلة «شريان الحياة 5» قبل الوصول الى غزة. وقال المشاركون انه رغم هذه الصعوبات فإن النائب البريطاني السابق جورج غالاوي (منسق القافلة) ونائبه محمد صوالحه بصدد الاعداد لقافلة «شريان الحياة 6» التي ستكون رحلتها بحرية مع ما يرافق ذلك من مخاطر. ووجّه الكحلاوي تحية إكبار الى سوريا قيادة وشعبا مشيدا بكرم الضيافة واحتضان النشطاء المشاركين في القافلة لأسابيع طويلة قائلا «انه لولا سوريا لما دخلنا غزة». وأضاف الكحلاوي «سوريا احتضنت النشطاء الأوروبيين المشاركين في القافلة منذ 12 سبتمبر الماضي وحتى موعد الانطلاق الى غزة في 21 أكتوبر الماضي وإنها تحمّلت الأعباء الأمنية والسياسية والاعلامية للقافلة ومكّنت النشطاء من القيام بعدة مسيرات شارك فيها السوريون والفلسطينيون المقيمون في مخيم العائدين القريب من «معسكر الطلائع» حيث أقامت الوفود المشاركة في قافلة «شريان الحياة 5». وأشاد الكحلاوي أيضا بالوفد الجزائري الذي كان مؤلفا من 125 شخصا جميعهم من أبناء المجاهدين والشهداء، والذي اقتنى لوحده 40 سيارة إسعاف مهداة الى أبناء القطاع المحاصر، موضحا أن الوفد الجزائري تبرّع بثلاث سيارات إسعاف لتدخل الى غزة باسم الوفد التونسي الذي لم يسمح له ضيق الوقت بشراء مساعدات لأبناء غزة. وتابع الكحلاوي أن القافلة اشترت كميات من الأدوية بقيمة 5 ملايين دولار بمشاركة منظمات وجمعيات وأعضاء الوفد حيث ساهمت امرأة كويتية لوحدها بمليون دولار. وسلّط الكحلاوي في مداخلته الضوء على الدور التونسي عبر التاريخ في نصرة القضية الفلسطينية مؤكدا أن التونسيين لم يتخلوا يوما عن الدفاع عن فلسطين ومشيرا الى أن أول من برز من التونسيين في هذا الباب هو المناضل الكبير عبد العزيز الثعالبي، وهو أول من رأس أول مؤتمر في القدس للدفاع عن فلسطين (سنة 1933) وهو صديق حميم للمناضل عز الدين القسّام. وتحدّث أيضا عن محيي الدين القليبي ومحمد الفاضل بن عاشور وعمر قطاط ودورهم في دعم النضال الفلسطيني، مشيرا أيضا الى الغارة الصهيونية على حمام الشط عام 1985 واغتيال قادة فلسطينيين كبار في تونس مثل أبو جهاد وأبو إياد ومؤكدا أن أرض تونس سالت عليها دماء غزيرة من أجل فلسطين. وأشار الكحلاوي في السياق ذاته الى مساهمة تونس في إعادة إعمار ما دمّرته آلة الحرب الصهيونية حيث تمّ إنشاء مدرسة فرحات حشاد في جنين، كما جرى الاعداد لإقامة مجمّع صحي في غزة.