رغم ما عرفته العشرية المنقضية (1999 2009) من ارتفاع متواصل في عدد المشتغلين من مختلف المستويات التعليمية، إلا أن الطلبات الاضافية على سوق الشغل ما انفكّت ترتفع بدورها خاصة من قبل حاملي الشهائد العليا. وحسب أرقام وزارة التكوين المهني والتشغيل، شهدت العشرية الماضية إحداث 716 ألف موطن شغل جديد أي بمعدّل حوالي 71 ألف موطن شغل سنويا، حيث قفز عدد المشتغلين سنة 2009 الى 3 ملايين و199 وشهدت فئة حاملي الشهائد العليا لوحدها احداث 272 ألف موطن شغل جديد في العشرية المنقضية أي بمعدّل 27 ألف موطن شغل سنويا، ليصبح العدد الجملي للمشتغلين من خريجي التعليم العالي في حدود 499 ألفا سنة 2009. غير أن عدد العاطلين عن العمل من خريجي التعليم العالي أصبح بدوره مرتفعا حيث يناهز اليوم حوالي 135 ألفا أي بنسبة 28.5٪ من مجموع العاطلين... علما أن عدد خريجي الجامعة سنة 2010 بلغ 78 ألفا مقابل حوالي النصف سنة 2004 (40 ألفا). 2009: الذروة مثلت سنة 2009 ذروة الطلبات الاضافية على الشغل خاصة من قبل حاملي الشهائد العليا... ومنذ بداية 2010، بدأت تظهر بوادر إنفراج في هذا المجال من انخفاض عدد هذه الطلبات مع توقع تواصل الانخفاض في قادم السنوات. وشهدت سنة 2009 ما لا يقل عن 85 ألف طلب شغل جديد، 60٪ منها متأتية من حاملي الشهائد العليا... أما سنة 2010، فشهدت الى حدّ الآن (اضافة الى توقعات الشهرين الاخيرين منها) 84.2 ألف طلب شغل اضافي... ويتوقع المختصون ان ينخفض العدد في 2011 الى 80.5 ألفا. مواليد الثمانينات حسب الخبراء، فإن الأسباب البارزة لارتفاع الطلبات الاضافية للشغل هي انعكاس نسب التزايد السكاني لسنوات الثمانينات على السنوات الحالية... حيث بلغ التزايد ذروته سنة 1984 ب 2.7٪ (أصبح 1٪ فقط سنة 2007)... وكل المولودين في الثمانينات أصبحوا اليوم من أكثر طالبي الشغل رغم تشغيل نسبة هامة منهم... وهو ما يتضح من خلال نسبة ارتفاع عدد المشتغلين ب 2.5 بين الثمانينات والآن... وإضافة لذلك يوجد سبب آخر وهو تطور نسبة نشاط المرأة حيث أصبحت المرأة تمثل اليوم حوالي 25٪ من جملة المشتغلين بعد ان كانت في حدود 23٪ قبل 10 سنوات مع توقعات أن يتواصل هذا الارتفاع ليبلغ سنة 2014 حوالي 27٪. بطالة تبلغ نسبة البطالة اليوم 13.3٪ بعد ان كانت في حدود 12.4٪ سنة 2008 وحسب برنامج الدولة للفترة 2010 2014 فإنه من المنتظر ان يقع النزول بهذه النسبة الى 11.6٪ وذلك من خلال احداث 415 ألف موطن شغل جديد.