أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس رفض بلاده دعوة اسرائيلية صريحة وجّهها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى توجيه تهديد عسكري «جدّي» لايران لضمان عدم حيازتها أسلحة نووية. ورأت واشنطن أن العقوبات المفروضة على إيران بدأت تؤتي ثمارها وأنه لا داعي في الوقت الراهن الى اعتماد الخيار العسكري. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن غيتس قوله: «لست موافقا على أنّ التهديد العسكري الجدّي وحده سيُقنع ايران بالقيام بالخطوات المطلوبة منها لوضع حدّ لبرنامجها النووي. كل الخيارات.. وأضاف غيتس أن العقوبات على ايران تحدث تأثيرا وأنّ الولاياتالمتحدة مازالت مقتنعة بأن العمل غير العسكري يمكن أن يضغط عليها كي توقف برنامجها النووي. وتابع الوزير الأمريكي قوله: «نحن مستعدون لعمل ماهو ضروري، ولكن في هذه المرحلة مازلنا نعتقد أن الأسلوب السياسي والاقتصادي الذي نتخذه له تأثير في حقيقة الأمر في إيران وأكد غيتس أن كل الخيارات مازالت مطروحة قائلا إن الرئيس (أوباما) أكدّ مرارا أنه عندما يتعلق الأمر بايران فإن كلّ الخيارات مطروحة ونحن نفعل ما نحتاج الى فعله لضمان توفر هذه الخيارات». وأضاف غيتس أنّ العقوبات الجديدة الصارمة التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي. تحدث ضغطا على الحكومة الايرانية وتجذب الاهتمام.. نعرف أنهم يشعرون بقلق إزاء تأثير العقوبات، فالعقوبات تحدث تأثيرا أعمق ممّا توقعوا على حدّ تعبيره. وكان رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن قد طالب خلال لقائه نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن بتوجيه تهديد عسكري «جدّي» لايران لوقف برنامجها النووي. وقال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ نتنياهو قال لبايدن إن «الوسيلة الوحيدة لضمان عدم حصول ايران على أسلحة نووية هي من خلال توجيه تهديد «ذي مصداقية» بالقيام بتحرّك عسكري ضدّها إذا لم توقف مساعيها للحصول على قنبلة نووية». وأضاف نتنياهو مخاطبا بايدن: «إن العقوبات مهمة، إنّا تزيد الضغط على ايران، لكن لم يسجل حتى الآن أي تغيير في سلوك إيران، ومن الضروري تشديد الضغوط الدولية عليها». ورأى وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك من جانبه أنّ إيران تمثل تهديدا كبيرا للنظام العالمي بسبب توجّهها نحو امتلاك سلاح نووي. هجوم جمهوري ويأتي هذا الموقف الأمريكي غداة تأكيد السيناتور الجمهوري ليندساي غراهام «أن نجاح أي ضربة عسكرية أمريكية لايران يجب ألاّ تقتصر على المنشآت النووية ولكن على المنظومة العسكرية للبلاد». وحدّد السيناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية الرؤية لهذه الحرب المحتملة على ايران بالقول «إنها لا تهدف فقط الى القضاء على برنامجها النووي بل أيضا اغراق سفنها الحربية وتدمير سلاح جوّها وتسديد ضربة قاصمة لحرس الثورة، وبتعبير آخر القضاء على خطر هذا النظام»، حسب تعبيره. لكن ليندساي نبّه الى أن آخر ما تريده أمريكا هو نزاع عسكري آخر، لكن آخر ما يحتاجه العالم إيران مسلحة نوويا معتبرا أن «فكرة احتواء ايران لم تعد علىالطاولة».