خرجت الشبيبة بصفر من النقاط في الجولتين الاخيرتين بعد عثرتين متتاليتين أمام النادي الرياضي البنزرتي والنادي الرياضي الصفاقسي... هزيمتان أثارتا التخوّف والحيرة في صفوف احباء وأنصار الاخضر والأبيض الذين كانوا يأملون أن تتواصل النتائج الايجابية بعد بداية متميّزة خلال مرحلة الاياب أثمرت حصد 8 نقاط بعد انتصارين على النادي الافريقي ومستقبل القصرين وتعادلين خارج القواعد أمام الترجي الرياضي الجرجيسي والملعب التونسي. هذا التألق جعل آمال وطموحات الشبيبة تكبر بدفع ومتواصل من قاعدته الجماهيرية العريضة... غير أن «كنتور الشبيبة» توقّف فجأة بعد عثرتي الجولة الخامسة والسادسة... هزيمتان أعادتا الاقدام على الأرض فتغيّرت الحسابات وعاد البعض ليميّز بين الحلم والواقع... أما الحقيقة فقد دفعت الشبيبة باهظا ثمن الغرور والثقة المبالغ فيها في النفس وكذلك بعض الاخطاء الفنية والادارية. رصيد بشري ثريّ... لكن... الشبيبة تتمتع برصيد بشري ثري يجمع بين خبرة الميساوي والورتاني والمحجوبي والهلالي وحسين جابر وصابر بن رجب والسينغالي «مامادو تانو» وعزيمة الشبان على غرار محمد زين الورغمي وبلال الطرابلسي وبرهان غنام ومحمد علي اليعقوبي وحسام الحمزاوي والكامروني «علي مومبان»... ولئن كانت أغلب الانتدابات في المستوى المطلوب وحقّقت الاضافة... الا أن بعض العناصر الاخرى عبّرت عن غضبها لأنها لم تنل فرصتها على غرار حسين الدردوري والصديق جبنون والحارس وليد بن حسين... وقد كان موقف المدرب مراد محجوب واضحا بخصوص هذه النقطة حيث أكّد أنه لا يقدم هدايا لاحد. هجوم في حاجة للمراجعة الحلول الهجومية مازالت تشكل العائق الكبير في الفريق رغم بعض التعزيزات (حسين الدردوري والصديق جبنون) الى جانب وجود اللاعب ماهر عامر الحاضر بالغياب حيث لم يتجاوز رصيد الشبيبة من الأهداف الى حد الجولة السادسة من مرحلة الاياب 12 هدفا فقط رغم تألق المهاجم نبيل الميساوي الذي يبقى الاستثناء في غياب البدائل والحلول التي مازالت مفقودة رغم الاضافة التي قدمها اللاعب حسين جابر. أي اضافة لبنك الاحتياط؟ الجهاز الفني والاداري بحثوا عن الحلول لتعزيز الرصيد البشري وتأمين بنك احتياط قويّ حتى لا يتأثر الفريق لغياب أي لاعب... الا أن الحلول بقيت مفقودة في بعض المراكز بعد فشل الكونغولي «بروس كوليبالي» على فرض نفسه وغياب الثنائي حسين الدردوري والصديق جبنون ايضا عن التشكيلة، مقابل نجاح لسعد الورتاني وحسين جابر في كسب ثقة المدرب مراد محجوب الذي مازال أمامه عمل كبير على مستوى ايجاد التركيبة المثالية لخط الهجوم. هل أخطأ محجوب؟ لا أحد يمكن ان يشكك في العمل الكبير الذي أرسى قواعده المدرّب مراد محجوب منذ قدومه للشبيبة ومسكه بدواليب الاخضر والابيض... الا أن شقا من الاحباء حمّلوه مسؤولية العثرة الاخيرة أمام النادي الرياضي الصفاقسي بسبب اختياراته التكتيكية والبشرية التي لم تتماش مع مجريات اللقاء، وخاصة تعنّته وتشبّثه بالتعويل على لاعبين لا مكان لهم في التشكيلة الاساسية وحتى الاحتياطية. العروض... أفقدت اللاعبين تركيزهم رغم أن الشبيبة مازالت حسابيا لم تضمن بقاءها في الرابطة المحترفة الاولى ويتطلب تحقيق ذلك اضافة 3 نقاط على الاقل للرصيد الحالي ليصل المجموع الى 27 نقطة إلا أن الحديث عن العروض وامكانية مغادرة الشبيبة في أعقاب هذا الموسم أفقد اللاعبين تركيزهم على المباريات... لذلك تراجع المردود في الجولتين الأخيرتين وانقاد الفريق الى هزيمتين متتاليتين أمام «السي آبي» و«السي آس آس» كما ان بعض الاهداف سجلت بطريقة أثارت استغراب الاحباء والهيئة المديرة والاطار الفني مطالبان بايجاد الحلول اللازمة لاعادة الأمور الى نصابها ووضع اللاعبين أمام مسؤولياتهم لأن مشوار البطولة مازال طويلا وكل شيء ممكن في كرة القدم خاصة وأن الشبيبة في انتظار مواجهات صعبة امام النجم والترجي وقفصة وحمام الانف وحمام سوسة وباجة وهي فرق تلعب من أجل التتويج او النزول... لذلك فالحذر واجب.