ذكر تقرير اسرائيلي أمس أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يزور الولاياتالمتحدة، اقترح على الادارة الأمريكية صفقة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين تقضي بتوقيع اتفاق أمني اسرائيلي أمريكي مقابل تجميد البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى والقدس المحتلة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية ان نتنياهو سيستعرض أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بعد عودته من الولاياتالمتحدة اقتراحا يقضي بتوقيع اتفاق أمني مع واشنطن لمدة عشر سنوات ويوفر ردا للمطالب الاسرائيلية مقابل الموافقة على تمديد تجميد البناء لعدة شهور تجري خلالها مفاوضات مكثفة مع الجانب الفلسطيني بهدف التوصل الى اتفاق يستغرق تنفيذه 10 سنوات. اتفاق... لا ترتيبات وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يتحدث عن اتفاق أمني مع الولاياتالمتحدة وليس عن ترتيبات أمنية وأن غاية اتفاق كهذا ليست اقناع الوزراء بتجميد الاستيطان وانما هو يستجيب للمطالب الامنية الاسرائيلية في حال الانسحاب من الضفة الغربية من أجل اقامة دولة فلسطينية. ووفق الصحيفة فإنه بعد الانسحاب من الضفة ستحتاج اسرائيل الى تعزيز المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ والحصول على معلومات من منظومة الرادارات الأمريكية وغير ذلك. وأشارت الصحيفة الى أن نتنياهو يخشى أيضا من أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيؤدي الى تسلل ما سماها «جهات معادية» من العراق الى الضفة الغربية ومحاولة تنفيذ هجمات ضد اسرائيل. وحسب مقربين من رئيس حكومة الاحتلال فإن نتنياهو أبدى استعداد لتجميد الاستيطان بعد التوقيع على اتفاق أمني شريطة ألا يشمل التجميد أعمال البناء في المستوطنات بالقدس الشرقية والكتل الاستيطانية الكبرى التي تقول تل أبيب انها ستبقى تحت سيطرتها بعد اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ومن جانبها تقترح الادارة الأمريكية أن يلتزم نتنياهو بالتفاوض مع الفلسطينيين حول قضية الحدود وفي المقابل تعمل واشنطن على اقناع الفلسطينيين بالموافقة على أعمال بناء استيطانية «محدودة» كما تطالب بألا تحرجها اسرائيل من خلال الاعلان عن أعمال بناء جديدة. امتيازات وبخصوص تفاصيل الاتفاق الأمني المرتقب ستقوم الادارة الأمريكية في السنتين المقبلتين بنقل عتاد عسكري بقيمة 400 مليون دولار الى مخازن الطوارئ في الكيان الاسرائيلي، ويشتمل العتاد على «القنابل الذكية». كما أنه سيتيح لجيش الاحتلال استخدام هذه الأسلحة في حالات الطوارئ كما حدث خلال العدوان الذي شنه على لبنان في صيف 2006. وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية ان الطرفين (الأمريكي والاسرائيلي) حددا معا بمناسبة حوارهما الاستراتيجي نوع المعدات التي يتوقع أن يودعها الجيش الامريكي في قواعد خاصة للجيش الاسرائيلي. وأضافت الصحيفة أن هذه المعدات أسلحة وآليات مدرعة وقطع مدفعية وذخائر تشمل كذلك كمية كبيرة من القنابل التي يمكن القاؤها من الجو.