القدس المحتلةواشنطن (وكالات): كشفت حركة «السلام الآن» الاسرائيلية وصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أن مدينة القدسالمحتلة والضفة الغربية شهدتا حملة «مسعورة» للبناء الاستيطاني منذ انتهاء فترة التجميد في سبتمبر الماضي، مؤكدتين أن المشاريع الاستيطانية الجديدة طالت مناطق لن تكون جزءا من اسرائيل في أي اتفاق سلام يتبنى حل الدوليين. وأشار بيان صادر عن حركة «السلام الآن» الحقوقية الى أن أعمال البناء بدأت منذ بداية سبتمبر الماضي في أكثر من ألف و712 وحدة استيطانية اضافة الى انطلاق أشغال توسيع كبيرة في مجال لا يقل عن 50٪ من المستوطنات الأخرى وخاصة الصغيرة والمنعزلة. هستيريا استيطانية وأوضح بيان المنظمة أنه في مستوطنة «كيدوسيم» بدأ بناء نحو 76 وحدة استيطانية منذ نهاية فترة التجميد كما يجري بناء 60 وحدة في مستوطنة «بربارة» و58 وحدة في مستوطنة «إلعزار» و42 وحدة في مستوطنة «كرمي تسور» و30 وحدة في مستوطنة «ثريا». وأشار البيان الى أنه وفي مستوطنات أخرى تعمل «البلدوزرات» ساعات اضافية لاعداد البنى التحتية حيث يجري الاعداد لبناء 25 وحدة استيطانية في «شاكيد» مثلا. وفي هذا الصدد قالت حاجيت عوفران من منظمة «السلام الآن» إن هذه الفترة القصيرة التي تلت نهاية تجميد الاستيطان هي الأكثر نشاطا منذ سنوات مؤكدة أنه اضافة الى الوحدات الاستيطانية التي بدأت أعمال البناء فيها. فقد تمت المصادقة على بناء 13 ألف وحدة استيطانية أخرى علما وأنه تم بناء 3 آلاف وحدة سنويا خلال السنوات الثلاث السابقة. وفي هذا الصدد أكد أحد قادة المستوطنين التقارير التي أوردتها المنظمة، قائلا إن أرقام «السلام الآن» صحيحة مشيرا الى أن فترة التجميد انتهت وأنه يجري العمل حاليا على «سد الثغرات» أي تعويض فترة التجميد. القضاء على حل الدولتين ومن جهتها كشفت صحيفة «يديعوت آحرونوت» أنه في السنوات الأخيرة فإن غالبية البناء الاستيطاني تتم في الكتل الاستيطانية الكبيرة «القريبة نسبيّا من الخط الأخضر والتي يفترض أن تبقى تحت السيادة الاسرائيلية» في حال تم اجراء تبادل مناطق مع السلطة الفلسطينية إلاّ أن البناء المتسارع في الفترة الأخيرة يجري في مستوطنات أبعد عن الخط الأخضر مثل «تبوح» و«طلمون» و«عوفرا». وأشارت الصحيفة الىأن كيان الاحتلال يريد من خلال تسريع البناء الاستيطاني في تلك الكتل البعيدة أن تكون داخل حدود اسرائيل في حال تم التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في المستقبل. ومن جانبها اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها أن هذه الحملة الاسرائيلية «المسعورة» ستؤدي الى القضاء على حلّ الدولتين وهو ما ذهبت إليه أيضا منظمة «السلام الآن» الاسرائيلية. ومن جهتها قالت مديرة منظمة «عير عميم» الاسرائيلية إن الهجمة الاستيطانية الأخيرة في القدسالشرقية استهدفت «المناطق الوحيدة التي يمكن للفلسطينيين البناء فيها. لكن بدلا من ذلك يتم التخطيط لمشاريع استيطانية يهودية». وقالت يوديت أوبنهايمر إن «الحكومة الاسرائيلية تقول إنها لا تخلق أي تغيير على الوضع القائم.. لكن بملء هذه الفراغات وترسيخ المستوطنات هي تطوق الأحياء الفلسطينية وتجعل الحدود المستقبلية مستحيلة».