يفضل العديد من التونسيين قضاء مناسبة عيد الاضحى بين عائلاتهم فتكثر حركة السير والتنقل باستعمال السيارات والحافلات. ولكن قد تتحوّل مناسبة العيد إلى فاجعة بسبب حوادث الطريق ورغم مجهودات الدوائر المسؤولة ومختلف الجمعيات في التحسيس تسجل تونس نسبة كبيرة من الحوادث فعدد حوادث الطرقات في سنة 2008 تجاوز 10000 أدت إلى قتل 1530 شخصا وأكثر من 14000 جريح. وتؤكد الاحصائيات أن الافراط في السرعة تمثل العنصر الأساسي وهي مسؤولة بدرجة أولى وتتسبب في 29٪ من القتلى و21٪ من مجموع الجرحى. كما أن استهتار السائق وسلوكاته وعدم احترامه لأحكام مجلة الطرقات والمجاوزة الممنوعة والسياقة في حالة سكر واستعمال الهاتف الجوال متورطة بدورها في حوادث السير، إضافة إلى أن تعود الكثير من السائقين الشباب لا يمتلكون الخبرة والوعي الكافي لمخاطر السياقة المتهورة. هذا بالإضافة إلى الحالة الرديئة لبعض الطرقات. ويحذّر الاخصائيون من تأثيرات الحوادث وما يمكن أن تخلفه من مآس مؤكدين أن نسبة الحوادث ترتفع رغم كل القوانين والتنقيحات والاجراءات الردعية وهي تكثر خاصة خلال الأعياد وفي أشهر الصيف. لذلك تولي الهياكل المسؤولة لمشكلة حوادث الطرقات أهمية كبيرة بالسعي إلى بلورة استراتيجيات تقوم أساسا على ارساء ثقافة مرورية اجتماعية تربوية منذ النشأة الأولى داخل الفضاء المدرسي والأسرة وإدراج مفاهيم السلامة المرورية في برامج تعليم وامتحانات رخص السياقة وتأهيل الكفاءات المختصة واثراء أساليب التكوين والرسكلة بالنسبة إلى السائقين المهنيين.