المصاعب التي برزت على السطح في الايام الأخيرة وأفرزت اللجوء الى ملاعب خارج حدود ولاية قابس لإجراء المقابلات المبرمجة بملعب قابس طرحت اسئلة عديدة تتمحور حول حجم البنية المتوفّرة والنقائص والسلبيات وانتظارات المنتمين الى قطاع الرياضة والناشطين فيه. «الشروق» ستحاول في هذا التحقيق كشف واقع الفضاءات الرياضية المتوفّرة والمشاريع الجديدة المبرمجة ونقل شواغل ومقترحات الساهرين على الفرق داخل المدينة. واقع البنية المتوفّرة داخل المنطقة البلدية لقابس الكبرى تتكوّن المنشآت الرياضية من ملعب عمر دغمان الذي يضمّ ملعبا رئيسيا تم تعشيبه اصطناعيا سنة 2003 وملعبين فرعيين لكرة القدم وملعبين لكرة السلة، اما المركّب الرياضي بزريق والذي تم إحداثه سنة 1993 فيشتمل على ملعب رئيسي معشّب وملعب فرعي معشب وقاعة مغطاة وقاعة متعددة الاختصاصات ومضمار لألعاب القوى. وآخر انجاز رياضي داخل المنطقة البلدية هو المركّب الرياضي ببوشمة والذي يشتمل على ملعب معشّب اصطناعيا بنوعية من الجيل الرابع. كل هذه الفضاءات التي ذكرناها يتم تسييرها من طرف إدارة المركّب الرياضي. الصعوبات والشواغل عندما تكون هذه الفضاءات في حالة حسنة ومستغلة بصفة عادية فإنها قد تفي بالحاجة وتضمن السير الطبيعي لأنشطة الفرق ولو ببعض الضغط اما المصاعب فإنها تبرز بقوة يصبح احد الملاعب غير وظيفي لأي سبب كان خاصة العشب الطبيعي الذي سيتأثر بصفة فجئية أحيانا للظروف الطبيعية او عندما يبقى مثلا الملعب الفرعي غير وظيفي لمدة طويلة مثلما حدث الوقت الحالي او عندما يبقى ملعب دغمان المعشب اصطناعيا غير مؤهل لاحتضان المقابلات الرسمية صعوبات كثيرة قد تحصل احيانا في نفس الوقت وتشكّل مأزقا حقيقيا يعيق نشاط الفرق . هذه الصعوبات هي طبعا نتائج واقع الصيانة والتهيئة وهو المشكل الحقيقي الذي يبقى قائما امام بلدية قابس نظرا الى عدم توفّر مختصين ضمن إطار العملة او في ظل غياب التجهيزات والآليات الضرورية ورغم ذلك فإن بلدية قابس حرصت على صيانة المعشب بصفة منتظمة لكن الضغط في استغلال العشب بصفة مفرطة من طرف المستقبل والملعب عندما كان الملعب الفرعي غير وظيفي هو الذي أضرّ بالمعشّب الرئيسي وجعله عرضة للوضع الذي آل اليه والذي اضطرّ البلدية الى انجاز اشغال استعجالية وغير مبرمجة في هذا الوقت الحسّاس من الموسم. القادم أفضل حملنا بعض هذه الشواغل القائمة الى السيد ابراهيم فوزي الطويل رئيس بلدية قابس الكبرى الذي قال ان المجلس البلدي الجديد حريص على الرقي بالمنشآت الرياضية وجعلها تواكب تطوّر المدينة وعلى هذا الأساس فإن من بين المشاريع التي ستدعّم القطاع الرياضي انجاز ملعب فرعي جديد بالمركّب الرياضي من الجيل الرابع وتحويل ملعب عمر دغمان الى مركب رياضي والمبادرة تمت المصادقة عليها من طرف المجلس البلدي ويتم بمقتضاها اضافة مساحة 12 ألف متر مربع من محيط المطار القديم وانجاز داخل فضاء المركّب ملعب معشب جديد و6 ملاعب تنس وقاعة متعددة الاختصاصات ومسبح أولمبي ومثل هذا المركب الواقع وسط المدينة سيحدث نقلة نوعية في قطاع الرياضة بالمدينة. علي الشيباني (كاتب عام مستقبل قابس) : لخبطة كبرى مشاكل الملعب أحدثت لخبطة واضطراب على السير العادي داخل الفريق، تغيير مكان التمارين له أعباء في التنقل ومصاريف اضافية وفقدان دعم ومساندة الجمهور وهذا الوضع خلق اضطرابا على نفسية اللاعبين وعلى برمجة الاطار الفني واقترح على بلدية قابس انتداب فنيين مختصين للعناية بالملاعب والتفكير سريعا في احداث ملعب فرعي جديد للتمارين. توفيق زعبوب (مدرب المستقبل) : معاناة صراحة أنا أتساءل لماذا لم يتم تدارس موضوع الملاعب قبل انطلاق البطولة ولماذا تأخرت أشغال تهيئة العشب، الاضطراب الحاصل على مكان اجراء التمارين والمقابلات يشوش عقلية اللاعب ويضرّ كثيرا بالعمل الفني للمدرب كيف نطلب من اللاعب ان يتدرب على العشب الاصطناعي ثم يجري المقابلة على العشب الطبيعي، عديد الاصابات لحقت أبنائي وأثّرت على المردود والنتائج ونحن جميعا نعاني. كمال الزواغي (مدرب الملعب القابسي) : اضطرابات وإصابات مقارنة بعدد الفرق المتواجدة في المدينة فإن الفضاءات المتوفرة أعتبرها غير كافية ولابد من التفكير في حلول جذرية وأولها تهيئة الملعب الفرعي ليصبح وظيفيا ويخفف الضغط على الملعب الرئيسي. تغيير التدرب من الاصطناعي الى الطبيعي يخلق مشاكل بدنية صحية للاعبين وتنجر عنه الاصابات العضلية واذا ما تواصل الوضع هكذا فإنه يضر بالفريق على كل المستويات. محمد غليس (أستاذ تربية بدنية) : مدير المركب لابدّ أن يكون من أهل الاختصاص بدون رمي ورود أقول إن المجلس البلدي الجديد وجه عنايته الى الفضاءات الرياضية وقد شاهدت في اكثر من مناسبة رئيس بلدية قابس وهو يزور ويعاين الملاعب بدون موعد. أما عن الوضع الحالي فإنه نتيجة تراكمات قديمة وأسباب متعددة من أهمها عدم انتظام اشغال الصيانة والتهيئة وعدم توفر اطار قار متكامل من العملة المختصين في صيانة العشب وتشغيل التجهيزات التي لها علاقة بالارضية، وبكل صراحة فأنا أرى ضرورة ان يكون مدير المركب الرياضي مختصا ومن العائلة الرياضية حتى يكون قادرا على اكتشاف الاخلالات واحكام تنظيم وتسيير مختلف الملاعب ومختلف الرياضات. الضرورة اليوم تستعدي احداث ملعب جديد من الجيل الرابع وتوفير الانارة بالملعب الرئيسي والفرعي ليكون الاستغلال ممكنا عند الضرورة.