تشكيلة المنتخب تكوّنت من البلبولي الجمل البوسعايدي السعيدي السويسي يحيى القربي (الدراجي) تراوي بن خلف الله الذوادي (المويهبي) والعكايشي (خليفة). هؤلاء دخلوا اللقاء وخرجوا منه بلا شيء... فوجه المنتخب كان شاحبا جدا... جدا... حتى أننا طوال الشوط الاول والثاني لم نهدّد دفاع بوتسوانا ولو في مناسبة وحيدة... بل كان هجومنا على موعد مع «أضغاث» محاولات طائشة من أرجل شبعت نقدا وانتقادا وآن لها ان تذهب بلا رجعة مع مدرب لا ندري أصلا لماذا اختاره المكتب الجامعي الذي بدوره نسأل ماذا غيّر بل أين التغيير الذي رفعه شعارا لحملته الانتخابية... ونختم اسئلتنا بحيرة كاملة ونحن نقول أمَا آن لمهازل المنتخب ان تتوقف... وأمَا آن للكلام ان يتوقف لنجرّب ولو مرّة الفعل خاصة ان الفضائح كانت بالجملة وأن مسؤولي كرتنا اختاروا في كل مرّة الالتجاء الى حبّات الفاليوم لتسكين الأوجاع عوض الغوص في قلب الجرح واجراء عمليات استئصال عميقة حتى ولو كانت مكلّفة لأنها تبقى انجع الطرق للقضاء على السوس الكائن في جسد المنتخب. موعد بوتسوانا الذي بنينا عليه أحلاما لا تحصى وكأنه سيأخذنا الى كأس العالم فشلنا فيه أمس بملاحظة «رديء جدّا»... وشخصيا لست مع القائلين بأنني لم أعرف المنتخب من فرط رداءته... بل أنا عرفته جيّدا... جيدا... لأنه لم يتغيّر ولم يفقد شيئا من وجهه القبيح وحتى التبريرات المعتادة وحكاية غياب عصام جمعة وأمين الشرميطي فإنها مردودة منذ الآن على أصحابها لانها بكل بساطة «قديمة» ولم تعد تنطلي على هذا الشعب الكريم الذي أهانته الكرة في أغلب المواعيد فأن نفقد نصف الحساب أو أكثر أمام بوتسوانا فتلك إهانة ما بعدها إهانة حتى ولو عدنا في نفس هذا الحساب وترشحنا الى «نهائيات كأس افريقيا». المنتخب انهزم أمس أمام منافس ضعيف جدا... والأمر من ذلك أننا كنا «نحارب» بأشباه لاعبين بل ب «عساكر كرذونة» لم تهتز لهم قصبة أو حتى شعرة للذود عن حرمة منتخب مات سريريا ونحاول انعاشه بشتى الطرق البائسة. المنتخب انهزم أمس لأن مدربه اسمه مارشان الذي صرت شخصيا أتساءل عن «سرّ» عودته الى تونس بعد ان لفظه الافريقي ثم النجم... وبقي بطالا في بلده الأم قبل أن يتذكره «أولاد الحلال» ويعيدونه الى الأضواء وينفضون عنه غبار النسيان... كما صرت اتساءل عن صدق «وطنية» بعض اللاعبين ممّن نراهم نارا مع أنديتهم ويتحوّلون الى رماد مع المنتخب... حتى اننا رأينا واقتنعنا ب «حسابات» لاحت للعين من طرف لاعبين يفكرون في دربي هذا الأحد أكثر من تفكيرهم في تعديل الكفة أمام بوتسوانا. لاعبو المنتخب لا يحتاجون الى أي درس في الوطنية ولن يزايد عليهم أحد في وطنيتهم... لكننا كمواطنين من حقنا ان نعرف حدود هذا الوطن داخل قلوبهم وهل أنهم يقيسون ترابه برقم حبات العرق أم بأرقام الارصدة المالية في البنوك ووقتها سنصمت. على جناح الألم لم يحيّرني اختيار العكايشي لخطة قلب الهجوم... بل حيّرني عدم تفطن مارشان لوجود المهاجم السابق منصف الخويني الى جانبه فوق بنك الاحتياط... وأنا على يقين أنه افضل وهو في هذه السن من كل الذين اخذهم مارشان لاقلاق راحة حارس بوتسوانا.