حالات من الغضب تكاد تصل الى الهيجان.. ومجموعات من الفنانين احتلت الزوايا ومقاهي «لافيات».. كل منهم يشكك في مصداقية لجنة الفرز.. وآخر يتهمها بالمحاباة.. كانت هذه وضعية الفنانين من شعراء ومغنين وملحنين والذين تم رفض مطالبهم للمشاركة في أيام قرطاج الموسيقية.. وقبل أيام من الاعلان عن نتائج الفرز أضحت هواتف الصحفيين لا تكف عن الرنين والمخاطب طبعا عادة ما يكون أحد المتقدمين بمطلب ترشحه للدورة الجديدة فمنهم من يمدح ومنهم من يمجّد حتى أن البعض أصبح ينظر لنجاح هذه الدورة والتي ستعود بالفائدة على الساحة الثقافية بشكل عام.. لكن وما إن تم الاعلان عن المسابقات.. انقلب هؤلاء الفنانون والذين تم رفض قبول مطالب ترشحاتهم ليصبوا جام غضبم على الهيئة وبالتحديد لجنة الفرز.. وشرع البعض يبحث عن مبررات وينتظر فشل الدورة لتتضح معالم هؤلاء أن نيّتهم لا تكمن في اثراء الساحة الفنية بل تكمن في مصالحهم الشخصية الضيقة.. لقد حكموا على الدورة بالفشل قبل البدء.. حتى أن أحد المنتمين الى الساحة هاتفني ليخبرني بأنه سيمدني بسبق صحفي وقال بالحرف الواحد: «باش نعطيك خبر يزلزل الدنيا»... ولما التقيته ظل يثرثر وينظر حتى في كتابة الخبر المزلزل ليكون موضوعه بأنه مستاء من لجنة الفرز لا غير فشكرته على الخبر المزلزل. جل هذه الحالات ذكّرتنا بالدورات السابقة لمهرجان الأغنية عندما يوجه هؤلاء الفنانون أصابع الاتهام للهيئة المديرة... لتظل دار لقمان على حالها ونظل نحن نستمع الى نفس الاسطوانة المشروخة لتكون اللبنة الآن أن الدورة الجديدة ستكون عبارة عن جنين مشوّه وحكموا عليها بالفناء قبل الانطلاق.. فما ضرّ لو انتظروا ليقيّموا الدورة ثم يتم الحكم عليها بمقاييس موضوعية ومقنعة؟ وما ضرّ لو تحلى جل الذين تم رفض مطالبهم بالروح الرياضية؟ لأن الدورة في حدّ ذاتها عبارة عن مسابقات فيها من يتم قبول ملفاتهم وفيها من يتم رفضها.. لنقول لهم كفاكم تجنّيا ولا تخلقوا تعلاّت تبرّرون بها أعمالكم التي لم يتم قبولها.