مَن منّا لا يتذكر برنامج «طريق النجوم» في نسختيه الأولى والثانية.. في تلك الفترة ظهر ت لنا نجوم في عالم الفن وخلنا أننا سنعيش مرحلة انتقالية.. بعد فترة ركود إبّان التسعينات.. لكن هؤلاء أفلوا ولم نعد نذكر سوى عنوان البرنامج «طريق النجوم». في بداية الألفية الثانية وعلى شاشة تلفزتنا الوطنية شاهدنا برنامجا يعنى بصناعة النجوم فعادت مخيلتنا الى برنامج «نجوم الغد» أو «نادي المواهب» اللّذان أضافا الى الساحة الفنية الإمتاع ونحتا في عالمها أبهى الصور لفنانين تركوا بصماتهم رغم أفولهم في السنوات الماضية.. فهذا البرنامج جديد كان بعنوان «طريق النجوم» في نسختين وشهد نجاحا جماهيريا من حيث المشاهدة لا غير.. في تلك الأوقات خلنا أن تلك الثلة من الفنانين الشبان سينافسون نجوما عربية.. فظهرت آمنة الحرباوي لتصبح لاحقا آمنة فاخر وهالة الهرماسي ومراد إبراهيم وهيثم هلال وأحمد الطرابلسي ودرّة الفورتي وغيرهم.. هؤلاء النجوم ملؤوا الساحة الفنية وشغلوها وأحسّ من سبقهم في المجال بالاحراج وخلنا أن زملاءهم السابقين ينظرون إليهم بعين الحسد لكن صدق كلامهم وانضمّوا إليهم ليدخلوا في سُبات عميق واكتفى البعض بأغنية يتيمة وعلّل كل منهم بالتفرّغ للدراسة أو التمارض في انتظار إعادة النجومية السريعة الآفلة طبعا.. نجوم كرتونية انبهروا بالأضواء وخالوا أنهم نجوم الساحة التونسية بالفعل فزاد البعض من كمية «الجال» واكتفت أخريات باللباس غير المحتشم ليحتلوا المطاعم والعلب الليلية بترديد أغاني الموتى والتمعّش من أغاني التراث لتوجّه الأموال المتأتية في شراء سيارات فخمة والجلوس في الأماكن الفاخرة تحت شعار «النجومية المغلوطة».. ولا عزاء لهم سوى استعادة المجد الغابر إن صحّ التعبير.. وبين السّبات العميق والتمعش من أغاني الغير نرى هؤلاء الفنانين يعدون العدة حسب منظورهم فيطرقون أبواب المؤسسات الاعلامية أو الاتصال المباشر بالصحفيين تحت التهليل والتبجيل والاعتذار بعد طول عدم اتصال لتكون غاياتهم كسب عروض في المهرجانات الصيفية بعد إعداد ملف صحفي لتضمن مقالات تهليل وتعظيم. لكن ما ضرّ لو أعاد هؤلاء الفنانون حساباتهم ليست البنكية طبعا ليسعوا من أجل الظهور في الساحة الفنية بأغان ترقى بأذن المستمع نحو الأفضل وما ضرّ لو تخلّى البعض عن كميات «الجال» ولبست أخريات اللباس المحتشم ليكونوا فنانين بحقّ.. لنضيف ما ضرّ لو أعدّ جميعهم العدة لتقديم ترشحاتهم لمهرجان قرطاج للموسيقى وإننا على اعتقاد أن العديد منهم لم يفكر بذلك بل ولم يفكر حتى في المرور أمام المسرح البلدي التليد إنها النجومية الزائفة..