[email protected] قالت الممثلة الهوليودية زازا جابور مستهزئة من تعدّد زيجاتها «أنا سيدة منزل ممتازة، ففي كل مرة أحصل فيها على الطلاق، احتفظ بالمنزل». وأكيد أن هذا الكلام ينطبق على برتران مارشان وغيره من الذين يدخلون في الربح ويكسبون الملايين ويخرجون من الخسارة كالشعرة من العجين.. وقد فعلها قبله كثيرون ممّن نفضنا عنهم غبار اليأس ومنحناهم العزّة وأخرجناهم ب«الدّزة».. وإلاّ ما معنى أن يتم الاختيار على مارشان في ذلك الظرف بالذات بعد مهزلة كويلهو وتغافل المكتب الجامعي عن أكثر من اسم تونسي أفضل مليون مرة من مارشان وأمثاله ويكفي أن استحضر اسمين كبيرين كانا «بطّالين» في ذلك الحين ونعني بهما يوسف الزواوي ومراد محجوب دون الحديث عن غيرهما ممّن يصولون في شتى الملاعب العربية ويكوّنون النشء ويحصدون الألقاب ولا نلتفت إليهم أبدا وكأنهم ضد القانون أو هاربون من العدالة في وقت أصبحت أبواب المنتخب كأي ماخور مقنّن يدخله كل من هبّ ودبّ ومهما كان أصله وفصله بدعوى التجربة ونيل الخبرة طالما الحساب جار والمحاسبة غائبة.. عفوا على هذا التشبيه السوقي لكن صدقوني اني لم أجد كلمة أبلغ منها.. والشواهد كثيرة منذ سنوات عديدة في وقت طلب فيه مراد محجوب من كامل عائلة الافريقي أن تصبر على عمله شهرين وبعدها يمكنها محاسبته والنتيجة ان عاد الافريقي ليرسم لوحات كروية افتقدناها وكدنا ننساها لولا أن نبش عنها محجوب تحت أنقاض الوجع الأحمر والأبيض ورواها بمياه الأمل فعادت لتسحر الأنظار بعيدا عن منطق الهزيمة والانتصار.. سيجتمع المكتب الجامعي وسينظر في مخلفات الخسارة أمام بوتسوانا وسيبعث ببرقيات لاحاطة الاعلام والجمهور علما بأن قرارات خطيرة تطبخ على نار هادئة.. وسيبتلع الجميع الطعم مرة أخرى وربما تصدر بعض الملاحظات المشبوه فيها تمدح قوة هذا المكتب الجامعي وتعدّد خصاله التسييرية.. وقدرته على الخروج من أي أزمة كروية.. لكن اسمحوا لي بطرح «سؤال خطير» (على طريقة زميلنا عبد الرزاق الشابي): هل مشكلتنا تكمن فعلا في تغيير المدربين وهل في قدوم أي اسم ولو كان مورينهو سيستقيم الحال وتتغير الأمور «فيبندر» الاعلام ويرقص الجمهور.. أم أن جرحنا أكبر من هذه المساحة.. وواقعنا يتطلب أكثر صراحة حتى وإن بلغت حدود الوقاحة طالما كل الطرق لانقاذ المنتخب من نهاية مأساوية صارت مباحة؟ على جناح الأمل قد يتساءل البعض عن غياب الحلول وراء هذه الكلمات ونحن نقول أننا لسنا ملزمين بالبحث عن هذه الحلول طالما «السادة المتطوّعون» يأكلون صباحا مساء وبعد الصباح وقبل المساء غلال البحر مع «السالمون» وعلى الملايين يقبضون وباكتشاف العالم ينعمون ثم بعد كل فضيحة يختفون وهي سياسة لن تخلف إلا المتاعب ولن تحقق لنا أي مكاسب طالما «الرجل المناسب في غير المكان المناسب».