أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ان الطرود البريدية المفخخة التي آثارت ذعر الغرب تأتي في اطار استراتيجية جديدة هدفها خوض حرب استنزاف ضد الولاياتالمتحدة بأقل التكاليف وهو ما اعتبرته واشنطن أمس تهديدا جدّيا من تنظيم أصبح «شديد الفتك». وقال التنظيم في مقال نشره على موقع «انسباير» الالكتروني التابع له إن الطردين احتويا طابعتين ومواد ناسفة وأرسلا الى مركزين يهوديين في مدينة شيكاغو الأمريكية ولكن اكتشفتهما الشرطة في دبي وبريطانيا كما اكتشفت طرودا أخرى لاحقا واجتاحت مطارات العالم حملة لتشديد الاجراءات الأمنية. ولفت التنظيم الى أن الطردين شملا هاتفين سعر كل منهما 150 دولارا وطابعتين سعر كل منهما 300 دولار اضافة الىمصاريف الشحن والنقل ليصل اجمالي الكلفة الى 4200 دولار. وأشار المقال الى أن التنظيم «يكشف خططه لأعدائه لأن هدفه ليس ايقاع أكبر عدد من القتلى بل استنزاف قطاع الطيران بين أوروبا وأمريكا الأساسي جدّا لحركة التجارة والنقل بينهما». وأضاف مؤكدا «سنواصل شنّ عمليات مماثلة ولا فرق لدينا اطلاقا اذا اعترضت، إنها صفقة رابحة بالنسبة إلينا. بثّ الخوف في صفوف الأعداء وابقاؤهم في حال استنفار مقابل بضعة شهور من العمل وبضعة آلاف من الدولارات». وأوضح التنظيم أنه «لتركيع الولاياتالمتحدة لسنا في حاجة الى توجيه ضربة كبيرة»، على حدّ ما جاء في المقال الذي رأى أنه «في أجواء كهذه والخوف الأمني الذي يسود أنحاء أمريكا من الأسهل تنفيذ هجمات صغيرة تتطلب عددا أقل من المنفذين ووقتا أقصر، لكننا سنتمكن على الأرجح من الالتفاف على الحواجز الأمنية التي كابدت أمريكا لاقامتها». متوقعا سقوط عدد من الضحايا أكبر مما حدث في واشنطن في 11 سبتمبر 2001. وأكد البيان أن هذه العمليات الصغيرة ستخلق توترا أكبر في أمريكا «وهي ما يسميه بعضهم استراتيجية آلاف الجروح والهدف هو دفع العدو الى النزيف حتى الموت» معتبرا أن الطرود القليلة ستكلف أمريكا والدول الغربية الأخرى بلايين الدولارات «وهذا ما يجعلنا نحقق أهدافنا إذا قرّرنا أن نستهدف الاقتصاد». على حدّ ما جاء في المقال. وفي ردّه على تصريحات التنظيم قال رئيس أركان الجيوش الأمريكية مايكل مولن إنه أصبح يشكل تهديدا «كبيرا» للولايات المتحدة وأصبح أكثر خطورة مما كان عليه قبل سنتين. وأضاف مولن في تصريحات لشبكة «سي.ان.ان» الأمريكية أن «ذراع تنظيم القاعدة هذا فتاك جدّا وأصدّق ما يقولونه في شأن سعيهم الى مهاجمة الولاياتالمتحدة».