يوما بعد يوم يثبت الظهير الأيسر للنادي الإفريقي سيف الدين العكرمي (من مواليد 241990) أنه الأمل الحقيقي لجماهير الأحمر والأبيض لتشعر بالاطمئنان والأمان على الخانة اليسرى لفريقها دفاعا وهجوما وقد تضاعفت سعادة هذه الجماهير بتألق العكرمي لأنه أحد أبناء النادي الذين تلقوا تكوينا «إفريقيا» خالصا وهو بكل تأكيد سيعطي للإفريقي بلا حساب وهو الذي سبق له أن رفض الاستسلام والعيش على هامش الأضواء عندما خيّر خلال الموسم الماضي تقمص ألوان فريق مستقبل القصرين الذي كان محطة حاسمة للعودة إلى فريق باب الجديد من الباب الكبير إذ لم يكتف بالظهور في التشكيلة الأساسية للفريق فحسب وإنما أزاح من طريقه رفيقه مهدي مرياح الذي يفوقه بخبرة 11 عاما على الأقل. «الشروق» تحدثت إلى العكرمي الذي يحلم بمعانقة الألقاب مع الفريق الأول خلال هذا الموسم فكان الحوار التالي: في البداية ما حكمك على الانتصار العريض الذي عاد به فريقكم من المغرب على حساب الوداد البيضاوي؟ مؤكد أن الجميع لاحظ ذلك الإصرار الكبير من قبل كل اللاعبين على تخطي عقبة الوداد البيضاوي فقد كنا على اقتناع تام بأننا قدمنا مردودا غزيرا في مقابلة الذهاب بتونس لذلك كان من الطبيعي أن تكون الغلبة للفريق الأفضل وهو ما برهن عنه الإفريقي في المغرب بالذات فلم نكتف بتسجيل ثلاثية في شباك الفريق المغربي فحسب وإنما جاءت هذه النتيجة العريضة مرفوقة بأداء باهر وقدمنا مردودا مقنعا أسعد جماهيرنا بالرغم من أننا واجهنا فريقا كبيرا. وما هي أسباب هذا الإصرار هل هي الحصول على الحوافز المالية المقدرة بحوالي 150 ألف دولار أم الظفر باللقب؟ شخصيّا لا يهمني المال بقدر تطلعنا إلى الفوز بهذا اللقب الإقليمي لأننا في حاجة إلى إسعاد جماهيرنا الغفيرة التي بذلت مجهودات كبيرة لمساندتنا وأظن أنه من حقها أن تحلم بالألقاب ولا بد من التأكيد على أن حصول الإفريقي على هذا اللقب وإن كانت امتيازاته المالية متواضعة بالمقارنة مع المسابقات الأخرى فإنه لهذا اللقب انعكاسات إيجابية على مشوار النادي بصفة عامة. لاحظنا في الآونة الأخيرة تغيّر الملامح الفنية للإفريقي فهل من تفسير لذلك؟ ساهمت عدّة عوامل في نجاح النادي خلال الفترة الأخيرة وهي بالأساس العمل الجبّار الذي قام به المدرب القدير مراد محجوب صاحب الخبرة الكبيرة ولكن لا بد من الاعتراف بأن المدرب السابق «براتشي» قدّم هو الآخر عملا محترما لكنه لم يتمكن في المقابل من زرع الروح الانتصارية العالية في جل اللاعبين وهو ما نجح فيه باقتدار المدرب مراد محجوب وكان من الطبيعي أن يجني الفريق ثمار تلك المجهودات. ألا تعتقد أن التحاق لطفي الرويسي بالإطار الفني للفريق كان حاسما خاصة في ظل المعرفة الكبيرة لهذا المدرب بأجواء الفريق ونفسيات لاعبيه؟ بكل تأكيد فنحن نعترف بأن وجود الرويسي صلب الفريق كان مؤثرا فهو يجيد تحضير اللاعبين على المستوى البسيكولوجي ونشعر بانسجام كبير بينه وبين السيد مراد محجوب من جهة وبينه وبين كل اللاعبين من جهة أخرى ولا ننسى أن لطفي الرويسي يتمتع بثقافة التتويج بالألقاب فنحن نعرف أنه سبق له التتويج بالرباعية مع الفريق في بداية التسعينات وأعتقد أنها كلها عوامل مساعدة في نجاح الإفريقي مستقبلا. وماذا عن مقابلة «الدربي» التي جمعتكم بالترجي لماذا فشل فريقكم في تحقيق الفوز خاصة وأن الترجي عدّل النتيجة في آخر المقابلة؟ في الحقيقة أنا خضت أول «دربي» لي مع الفريق الأول فقد سبق لي أن واجهت الترجيين في أصناف الشبان أما خلال هذه المرة فقد كان الأمر مختلفا تماما ومع ذلك فقد دخلنا هذه المقابلة بأسبقية معنوية على حساب الفريق المنافس الذي خسر لتوه اللقب الإفريقي وكنا الأقرب للخروج بنتيجة هذه المقابلة وتفوقنا على الترجي على جميع المستويات وسيطرنا على وسط الميدان ولكن خبرة الترجي والهفوات التحكيمية حكمت على المقابلة بالتعادل. وماذا عن التنافس على لقب البطولة هل تعتقد أنه أصبح محسوما للأصفر والأحمر أم أن فريقكم قادر على تخطي حاجز النقاط السبع مبدئيا التي تفصلكم عن الترجي؟ على عكس ما يعتقده البعض فإن فريقنا عازم على العودة بقوة في سباق البطولة ففريقنا قادر على قلب كل المعطيات خلال مرحلة الإياب. على المستوى الفردي، هل أنت راض عن مردودك في الجهة اليسرى أم أنك تطمح نحو الأفضل؟ أعتقد أنني أسير حاليا بخطى ثابتة وأعمل بجدية كبيرة وأحاول دائما الارتقاء بمردودي نحو الأفضل دفاعا وهجوما في انتظار النجاح في تسجيل الأهداف خاصة إذا تمكنت من حسن استغلال التصويبات التي أسددها نحو مرمى المنافس، بالإضافة إلى أنه بإمكاني تنفيذ الكرات الثابتة. وماذا عن طموحاتك المستقبلية في صفوف المنتخب الوطني التونسي؟ أنا حاليا أنتمي إلى المنتخب الأولمبي وأحاول جاهدا اكتساب المزيد من الخبرة لأدعم حظوظي في الالتحاق بصفوف المنتخب الأول. ألا تعتقد أنه حالفك الحظ بحكم مغادرة أنيس العمري لحديقة الإفريقي وكذلك في ظلّ المردود المتذبذب لمهدي مرياح وهو ما جعل الإطار الفني يرسّمك في التشكيلة الأساسية للفريق؟ نعم قد تكون بعض الظروف المعيّنة مهّدت أمامي الطريق للبروز والتألق ولكن المهم حسن استغلال الفرصة التي أتاحها لي الإطار الفني للفريق والحمد لله أنني نجحت في إقناع الجميع بالإمكانات التي بحوزتي. وما حكمك على التجربة القصيرة التي خضتها بألوان فريق مستقبل القصرين خلال الموسم الماضي؟ خلال الموسم الماضي وبعد أن اقتنعت بأنني قد ألازم بنك الاحتياطيين إن واصلت المشوار مع الإفريقي اتخذت قرارا حاسما بالتحول إلى فريق مستقبل القصرين حيث ظهرت في التشكيلة الأساسية للفريق في جل المقابلات تقريبا يذكر أن هذا القرار اتخذته بمحض إرادتي والحمد لله الذي وفقني لأعود إلى الواجهة من جديد كلاعب أساسي مع فريقي الأم النادي الإفريقي وأذكر أن السيد الشريف باللامين اتصل بي شخصيا ومهد أمامي الطريق لتكون مسيرتي الفعلية مع الفريق الأول وهي مناسبة لأشكر فريق مستقبل القصرين لأنه كان فعلا المحطة الحاسمة والمؤثرة جدا في مشواري الكروي وأتمنى أن يعود هذا الفريق بسرعة إلى دائرة الأضواء. نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ أريد الاعتراف بالجميل إلى والدي مختار ووالدتي الفاضلة فتحية على كل ما بذلاه من أجلي فقد كان وجودهما إلى جانبي حاسما في نجاحي ويصران في كل مرة على استقبالي استقبال الأبطال كلما عدت إلى المنزل بعد تحقيق الانتصار مع الإفريقي... أما بالنسبة إلى جماهير النادي الإفريقي فإننا نعدها بالألقاب فحسب وإعلاء ألوان النادي الإفريقي وأعتقد أن فريقنا سيدخل مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية بحظوظ وافرة في ظلّ الزاد البشري الثريّ الذي بحوزتنا ومؤكد أننا لن نقع في فخّ الاستسهال كما فعل فريق الترجي أمام «مازمبي» حيث ظن لاعبوه أنهم فازوا باللقب قبل أن يواجهوا «مازمبي» أصلا فما حدث للترجي درس لجميع الفرق التونسية.