برنامج المسامح كريم الذي دخل بيوتنا، تربع في قلوب أغلب التونسيين: بما يثيره من دمعة فابتسامة فأمل... هذه حقيقة لا يمكن للاقلام الجاحدة ان تخفيها. لسائل ان يسأل...؟ ما الذي حدث يا ترى..؟ كيف للقلم الذي لم يتوقف عن كتابة مقالات «سلبية» كما اعتبرها أغلب القراء ان يكتب اليوم مقالا «ايجابيا» عن المسامح كريم. انتهز هذه الفرصة لأقول الجميع أنني لست ضد فكرة البرنامج في حد ذاته بل ما يدفعني الى النقد هي طريقة التقديم التي لم تخل الى حد الآن من «الأسئلة الخطيرة». ما جعلني أجبر قلمي على الكتابة هي حلقة يوم الجمعة 12 نوفمبر 2010 التي عرضت علينا قضية الأم نورة التي حرمها زوجها من ابنها الرضيع «أمير» لأسباب غير واضحة كان من الممكن معالجتها دون الوصول الى نقطة اللارجعة. أرى أن الطرفين أرادا حسم الأمور بينهما باستغلال أمير «كأداة ضغط» وفي مثل هذه الحالة تكون الأم هي أول من يرفع راية الاستسلام مقابل ان يعود «الابن» الى حضنها. أرى أن الزوج «معقد» نوعا ما من زوجته للفارق الثقافي بينهما، وأعتقد أن هذا هو السبب الاساسي في نشوب الخلافات بينهما. فالزوج أراد أن يرى زوجته المتفوقة منكسرة وذليلة تقف راكعة أمامه. عسى أن يخمد ذلك نيران الشعور بالنقص تجاهها. لا يمكنك أيها الزوج أو بالاحرى أيها الأب ان تفتك رضيعا من أحضان أمه مهما كان الأمر. حاول أن تعالج المسائل بشكل ايجابي ومنطقي بعيدا عن أمير. لنفترض ان زوجتك كما قلت تعاني فعلا من مرض نفسي، وعصبية الى غير ذلك... فذلك تصرفها معك، أما مع ابنها فهي تبقى الأم الحنون، الطيبة، الصبورة. حاول أخي العزيز أن تفصل الاشياء عن بعضها البعض فأنت الآن بصدد محاكمة سلوك ومشاعر المرأة الزوجة ونسيت عينك أن تلمح هناك امرأة أخرى بداخلها بمشاعر وسلوك تختلف تماما عن الأولى وهي مشاعر «المرأة الأم» فهما مختلفان تماما. لو أنك رأيت «نورة» من زاويتين مختلفتين: الاولى الزوجة والثانية الام لتجلت أمام عينيك المغمضتين الحقيقة وتأكدت أن «نورة» الزوجة ليست «نورة» الأم... فمهما بلغت درجات جنونها معك أو مع غيرك... فهي مع ابنها رصينة وعاقلة الى أبعد الحدود... كيف لك أن تخشى على ولد من أمه وهي التي حملته في بطنها تسعة أشهر...