أبدى الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك استغرابه من الضمانات التي تنوي أمريكا تقديمها الى اسرائيل مقابل تجميد الاستيطان مؤقتا واصفا هذه الضمانات بأنها رشوة أمريكية مفعمة برائحة نتنة. وكتب فيسك في صحيفة الأنديبندنت باستهزاء قائلا: «بمبلغ 827 دولارا مع كل ثانية تمر خلال وقف الاستيطان من المستحسن أن يضمن الامريكيون ضمانات الاذلال هذه»... وأضاف: «سوف يحصل... ولكن يجب أن نضع رؤوسنا في العار... ولكن لا... لن نفعل نحن لم نعد نحارب من أجل العدالة... بل من أجل الأمن... وداعا فلسطين». وتابع: «إن الرشوة الامريكية التي تعرض على اسرائيل حاليا وتتردد اسرائيل في قبولها مقابل وقف مؤقت لممتلكات الآخر يعتبر هراء وجنونا في أي بلد آخر». وأضاف: «وداعا لفرصة الشرق الأخيرة في استرجاع المدينة المقدسة عاصمة فلسطين». وقال مستهزئا: «في عالمنا هذا الذي نعتقد أنه عالم عادل وطبيعي هناك فقط كلمة واحدة يمكن استخدامها لتفسير عرض الرئيس الامريكي باراك أوباما وهي التهدئة». وتابع: «إنه في وقتنا الحالي أصبح أي شخص يروّج للظلم ضد شخص آخر يسمّى بالمهدّئ وكل من يفضل السلام مهما كلّف ثمنه يسمّى مهدئا وكل من لا يخاطر بعواقب الدفاع عن الاخلاق الدولية ضد الجشع الاقليمي يسمّى مهدئا». وأضاف «فيسك» إن إدراكنا بأن الغرب وفئاته الاعلامية والسياسية بما فيها صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية التي تمضي قدما في سمعتها السيئة يقيمون هذه الجهود الحمقاء ويعتبرونها خطوة جديدة في عملية السلام... هو في حد ذاته مقياس لمدى استغنائنا وبعدنا عن المنطق في سياسة الشرق الاوسط. وبحسب فيسك فإن رد الفعل الغربي هذا هو أيضا علامة على مدى التقدم الذي أحرزته أمريكا في تخوّفها من اسرائيل ومدى تخوّف أوباما من مؤيدي اسرائيل في الكونغرس ومجلس الشيوخ... وخلص فيسك في مقاله بضمان مقدم لفشل صفقة أمريكا في تحقيق أي تقدم لفلسطين. وأضاف: «إنه لو كان نتنياهو على أبسط قدر من البداهة والمنطق قاصدا في كلامه المنطق الصهيوني الاستعماري فسينتظر 90 يوما ومن ثم يشيح بوجهه عن الأمريكان».