أظهر الكثير من المواطنين الاستياء بسبب افتقار المستوصفات ومراكز الصحة الأساسية إلى الأدوية خاصة تلك التي تتعلق بمعالجة الأمراض المزمنة مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم والسكري. ففي مدينة مدنين الشمالية مثلا يصطدم المرضى القاصدون لمستوصف طريق بني خداش بعبارة «إرجع مرة أخرى الدواء مفقود»... وتتكرّر هذه العبارة في أكثر من مستوصف ومركز صحي في مختلف أنحاء البلاد ليكون الضحية الأولى المريض الذي يبقى ينتظر فترة زمنية طويلة للتمتع بالدواء وفي بعض الأحيان يأتي ذلك على حساب صحته ومرضه المزمن الذي لا يحتمل علاجه كل هذا الانتظار. ويضطر البعض الآخر الى الذهاب الى الصيدليات وتكبّد معاناة أسعار الأدوية المكلفة وتحمل عبء مصاريف اضافية كان بالامكان تجنبها. فبماذا تفسّر وزارة الصحة العمومية هذا الاشكال؟ اعترف مصدر بوزارة الصحة العمومية بوجود نقص في الأدوية التي تعالج الأمراض المزمنة. وقد أكدّ الدكتور منصف سيدهم، مدير إدارة الرعاية الصحية الأساسية على أهمية جهود الدولة للارتقاء بخدمات مختلف مكوّنات المنظومة الصحية الوطنية وتوفير الأدوية بكافة أصناف المؤسسات الصحية وبكل الجهات والحرص على تفادي النقص في بعض الأدوية من خلال تدعيم الميزانية المخصّصة لها والتي تطوّرت من 90 مليون دينار سنة 2000 الى 220 مليون دينار حاليا وذكّر بقرار رئيس الدولة المتعلق بالرفع من حجم الاعتمادات الاضافية المخصّصة لأدوية الأمراض المزمنة ب3 ملايين دينار سنة 2004 وب8 ملايين دينار أخرى ابتداء من سنة 2008 بما مكّن من تسجيل تحسن ملحوظ على مستوى وفرة الأدوية. وأكد أن إشكالية الأدوية تتداخل فيها عدّة أطراف انطلاقا من الطبيب الذي يحدّد الوصفة الى المراكز الصحية والمؤسسات الاستشفائية وغيرها والتي يفترض توفر التنسيق بينها لتفادي أية اشكالات وللارتقاء بخدمات المنظومة الصحية.